بعد ضخّ مليارات الدولارات لقتال “الحوثي” .. انتكاسة “خطيرة” للسعودية والإمارات في اليمن

السبت 3 فبراير 2018 - 14:00 بتوقيت مكة
بعد ضخّ مليارات الدولارات لقتال “الحوثي” .. انتكاسة “خطيرة” للسعودية والإمارات في اليمن

اليمن ـ الكوثر: ضخت السعودية والإمارات مليارات الدولارات في العدوان على اليمن منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكن الحملة التي شنها تحالف العدوان السعودي الامريكي تواجه مخاطر بعد أن تحول مرتزقة محليين للدولتين لقتال بعضهم البعض.

واعتبر تقرير لوكالة “رويترز” أنّ ذلك شكّل انتكاسة خطيرة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الذي لم تتمكن آلاف من ضرباته الجوية حتى الآن من تحقيق النصر على مقاتلي انصار الله المتمرسين.

وترى الرياض وحلفاؤها أن النصر في اليمن ضروري إذا أرادوا مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في الشرق الأوسط وهي أولوية لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. ويحظى "التحالف العربي" بقيادة السعودية بدعم من أسلحة ومعلومات مخابراتية أمريكية.

لكن مساعي العدوان واجهت عقبات بسبب احتجاجات مسلحة شنها الأسبوع الماضي مقاتلون في جنوب اليمن، دعمتهم الإمارات، ضد قوات حكومة الرئيس الهارب عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية بعد أن كان الطرفان في صف واحد.

ويأتي ذلك في وقت واجه فيه التحالف صعوبات أخرى إذ دعم على عجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أواخر العام الماضي مع أول بادرة أشارت لإنهاء دعمه لانصار الله لكنه قتل على أيديهم.

ومنذ ذلك الحين لم تظهر أي إشارة على أن هناك استراتيجية جديدة لإنهاء العدوان على اليمن كما بدا أن جهود السعودية لمجابهة محور المقاومة في مناطق أخرى بما في ذلك بسوريا تفقد زخمها.

وبدا أن العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها انصار الله في متناول اليمنيين الموالين للعدوان الذين استعادوا السيطرة على مناطق من أيدي القوات اليمنية بعد أن عانوا هم أيضا من نزاعات داخلية في أواخر العام الماضي.

لكن التحالف لا يزال يواجه عقبات كؤود. ففي جبهة نهم التي تبعد 40 كيلومترا إلى الشرق من صنعاء تظهر أنوار العاصمة ليلا على مدى البصر لكن الجبال التي تفصل الموقعين مليئة بالقناصة والألغام.

وقال اللواء ركن ناصر الذيباني في مرتزقة هادي بعد جولة قام بها في الآونة الأخيرة بالمنطقة إن المصاعب الجغرافية تستغرق وقتا للتغلب عليها إذ أنها تصعب وصول الإمدادات وتطيل أمد عمليات الإخلاء.

ويمكن للاحتجاجات المسلحة التي شنها انفصاليون جنوبيون في اليمن تدعمهم الإمارات ضد القوات الموالية للهارب عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية أن تعقد الحديث عن الوصول صنعاء.

لكن خبراء يقولون إن السعودية والإمارات بحاجة لإعادة النظر في الأمر إذا ما استمرت النزاعات بين حلفائهما على الأرض.

وقال آدم بارون من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ”الكثير من القوى الأساسية اعتقدت أن بإمكانها فحسب تنحية المظالم السياسية لدى حلفائها والتركيز على قتال الحوثيين فيما كل الأمور الأخرى ستحل نفسها“.

وتابع قائلا ”هذا يظهر حماقة هذا التفكير… بدون حل سياسي واسع النطاق ستنمو للصراع اليمني دائما أطراف جديدة“.

ومع توقف محادثات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة منذ أكثر من عام لا يزال انصار الله والجيش اليمني من جهة، والسعودية ومرتزقة هادي من جهة اخرى، يأملان في أن يتمكنا من الفوز بالقوة العسكرية حتى بعد تفكك تحالفاتهم الداخلية.

الى ذلك، يسعى الانفصاليون الجنوبيون إلى إعادة دولة اليمن الجنوبي المستقلة التي اتحدت مع اليمن الشمالي في عام 1990.

وقاتل الانفصاليون الجنوبيون في صف قوات هادي لكنهم انقلبوا ضدها هذا الأسبوع وسيطروا على مدينة عدن الساحلية جنوب البلاد بعد رفض هادي إقالة رئيس وزرائه الذي يتهمه الانفصاليون بسوء الإدارة والفساد.

وفيما تقول الإمارات إنها تواصل مساندة حكومة هادي وقتال انصار الله يتخذ قادة جنوبيون أبوظبي مقرا لهم كما حصلت قواتهم على تسليح وتمويل من الإمارات.

وصورت الإمارات والسعودية مساندتهما لأطراف مختلفة مناهضة لانصار الله بأنها توزيع للجهود التي تسعى لذات الهدف لكن التعارض في الأهداف أصبح واضحا.

وبقي رئيس الوزراء أحمد بن دغر متحصنا في قصر شديد الحراسة في عدن. وعلى الرغم من أن جنودا من السعودية والإمارات يضطلعون بمهمة حمايته إلا أن مسلحين جنوبيين تمركزوا قرب البوابات في تذكرة بالحقائق الجديدة على الأرض.

واتهم مصدر موالي لهادي، الإمارات بدعم الاحتجاجات المسلحة للتأكيد على تفوق نفوذها في الجنوب وقال: إن الانفصاليين الجنوبيين ”هم مجرد أداة في يد أجنبي“.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز عبر الهاتف ”رقابنا في أيدي الإمارات“.

ولم يتسن الوصول لمسؤولين إماراتيين للتعليق لكن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش وصف موقف بلاده على تويتر في 28 يناير كانون الثاني بأنه ”واضح ومبدأي في دعمه للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ولا عزاء لمن يسعى للفتنة“.

وانسحبت بعض القوات الموالية لهادي من جبهات قتال في جنوب البلاد وعادت إلى عدن للمساعدة في قتال الانفصاليين.

وقال مسؤول كبير في صفوف الانفصاليين الجنوبيين لرويترز إن من الواضح أن هادي والسعودية يحاولون تقليص النفوذ الإماراتي في الجنوب.

وليس من الواضح كيف يمكن للعدوان احتلال العاصمة صنعاء. ولم تتحرك الجبهة الرئيسية للقتال شرقي المدينة إلا 80 كيلومترا على مدى نحو عامين فيما تترك المنطقة الوعرة قوات المرتزقة في مواقع مكشوفة.

وقال مسؤولون إن عشرة مرتزقة لهادي على الأقل قتلوا في منطقة نهم في يوم واحد هذا الشهر.

وطن

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 3 فبراير 2018 - 13:59 بتوقيت مكة
المزيد