أين قبر فاطمة؟(القسم الأول)

الخميس 1 فبراير 2018 - 11:31 بتوقيت مكة
أين قبر فاطمة؟(القسم الأول)

قال الشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ :" إختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام.

قال الشيخ الصدوق المتوفى 381 هـ :" إختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام.
1
ـ فمنهم من روى أنها دفنت في البقيع .
2
ـ و منهم من روى أنها دفنت بين القبر و المنبر و أنّ النبي صلى الله عليه آله إنما قال :" ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة"لأن قبرها بين القبر و المنبر .
3
ـ و منهم من روى أنها دفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد ، و هذا هو الصحيح عندي " .
و قال الشيخ الطوسي المتوفى 460 هـ : " و قد اختلف أصحابنا في موضع قبرها :
1
ـ فقال بعضهم : إنها دفنت بالبقيع .
2
ـ و قال بعضهم : إنّها دفنت بالروضة .
3
ـ و قال بعضهم : إنّها دفنت في بيتها ، فلمّا زاد بنو أمية لعنهم الله في المسجد صارت من جملة المسجد" .
هذا مجمل الأقوال في موضع قبرها و لنحاول أن نستقصي مدارك هذه الأقوال و عرض أدلتها و نرى ما هو القول الصحيح منها .

القول الأول : الدفن في البقيع

القول الأول من الأقوال الثلاثة أنها مدفونة في البقيع في دار عقيل بن أبي طالب أو بالقرب منها أو مع ابنها الإمام الحسن عليه السلام ، هذا الرأي قال به أكثر العامة قديماً و حديثاً ، ولم يقل أحد منهم بغير هذا إلاّ القليل النادر ، و قد استدلوا على ذلك بعدة أدلة :

الدليل الأول

حديث النعش أو الهودج الذي وصفته أو صنعته أسماء بنت عميس و في هذا عدة روايات :
الأولى : الرواية التي ذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب بشيئ من التفصيل رواها عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب زوجة محمد بن الحنفية ، و التي رواها عنها إبنها عون بن محمد بن الحنفية ، روتها عن جدتها أسماء بنت عميس .
فهذه الرواية لم يذكرها ابن شبّه  و إنما ذكرها إبن عبد البر في الاستيعاب ، بسنده إلى محمد بن إسحاق السّراج ، عن قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا محمد بن موسى ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر ، و عن عمار بن المهاجر ، عن أم جعفر ـ أن فاطمة بنت رسول الله( ص) قالت لأسماء بنت عميس:" يا أسماء ، إني قد استقبحْتُ ما يُصنع بالنساء ، إنُه يُطرح على المرأة الثوب فيصفها .
فقالت أسماء : يا بنت رسول الله ، ألا أُريكِ شيئاً رأيته بأرض الحبشة ‍! فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً .
فقالت فاطمة : ما أحسن هذا و أجمله ! تُعْرَفُ به المرأة من الرجال ، فإذا أنا متُ فاغسليني أنت و عليٌّ ، و لا تدخلي عليَّ أحداً .
فلما توفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء:لا تدخلي . فشكت إلى أبي بكر ، فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيننا و بين بنت رسول الله( ص) ، و قد جعلت لها هودج العروس ـ فجاء أبو بكر ، فوقف على الباب ، فقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي( ص) أن يدخلن على بنت رسول الله( ص ) ، و جعلتِ لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد ، و أريتها هذا الذي صنعت ، و هي حية ، فأمرتني أن اصنع ذلك لها .
قال أبو بكر : فاصنعي ما أمرتكِ . ثم انصرف ؛ فغسلها عليٌ و أسماء."

و ما نلاحظه على هذه الرواية هو :

أولاً : من حيث السند : فبغض النظر عما قبل محمد بن إسحاق فإن محمد بن إسحاق و إن كان وثّقه جماعة من العلماء إلا أن آخرين منهم أفحشوا القول فيه و ضعّفوه.
قال ابن الجوزي في رواية وقع في سندها محمد بن إسحاق : " أما محمد بن إسحاق فمجروح شهد بأنه كذّاب مالك و سليمان التميمي و وهيب بن خالد و هشام بن عروة و يحيى بن سعيد . و قال ابن المديني : يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة "  و لعلّ ذلك لأنه رمي بالتشيع .
و قد وثّقه جماعة أخرى كما ذكرنا .
و قال الذهبي : و ثقة غير واحد و وهّاه آخرون  .
ثانياً : من حيث المتن :
1
ـ أن أسماء بنت عميس في هذا الوقت كانت زوجة لأبي بكر ، و قد قال البيهقي : " و قد ثبت أن أبا بكر لم يعلم بوفاة فاطمة ، لما في الصحيح أن علياً دفنها ليلاً ولم يعلم أبا بكر ، فكيف يمكن أن تغسلها زوجته و هو لا يعلم ؟ ".
و لعلّ الموجودة في منزل علي (ع) سلمى زوج أبي رافع أم عبيد الله ابن أبي رافع ، أو أم سلمة زوج الرسول صلى الله عليه و آله ، أو امرأة أخرى .
2
ـ على فرض صحة حديث النعش و أن التي وصفته هي أسماء بنت عميس أو أم سلمة زوج النبي صلى عليه و آله ، المفروض أن وصف النعش كان في حياة فاطمة الزهراء عليها السلام ، و هل كان في مرضها التي توفيت فيه أو قبله ؟ و كل ذلك ليس فيه أي دلالة على أنها حملت على ذلك الهودج لأن الأمر يرجع في هذا إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) حتى و لو عملته أسماء ، فيبقى القرار في الدفن لأمير المؤمنين (ع) و أين تدفن ؟
نعم الرواية التي نقلها الحاكم في المستدرك في وصف الهودج عن ابن عباس عن أسماء بنت عميس في آخر الرواية : ( ثم حملناها و دفناها ليلاً ) .
الظاهر أن هذا الكلام لابن عباس و ليس فيه دلالة على أنهم حملوها على الهودج ، و الحمل يصدق حتى في داخل المنزل .
بالإضافة أن في سندها الواقدي و قد وهّاه قوم ، و محمد بن عمر بن علي و هو مجهول كما تقدم .

الرواية الثانية

التي نقلها إبن شبّة النميري المتوفى 262 هـ و هو أقدم من تحدث عن هذا الموضوع .
قال : حدثنا أبو عاصم النبيل قال ، حدثنا كهمس بن الحسن قال ، حدثني يزيد قال : كِمدت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها سبعين بين يوم و ليلة ، فقالت : إني لأستحي من جلالة جسمي إذا أخرجتُ على الرجال غداً ـ و كانوا يحملون الرجال كما يحملون النساء ـ فقالت أسماء بنت عميس ـ أو أم سلمة ـ إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة ، فصنعت النعش فاتُّخِذ بعد ذلك سنة.

و الجواب :

1 ـ هذه الرواية من حيث السند مرسلة ؛ فإن يزيد : الذي رواها هو يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري المتوفى سنة 111 هـ كما ذكره ابن حِبَّان و أين هو عن وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام التي توفيت سنة 11 هـ ؟ و بين الوفاتين مائة عام فيبدو أنه في وقت وفاة فاطمة هو بعد لم يولد .
2
ـ و من حيث المتن فهذه الرواية ليس فيها أي دلالة على دفنها في البقيع فعلى فرض ثبوت تصوير النعش أو عمله فإنه لا يلزم أنه قد استعمل بعد وفاتها خصوصاً أنه قد ثبت بالتواتر أنها دفنت ليلاً فلا تحتاج إلى ذلك النعش التي قد رأته أسماء بنت عميس أو أم سلمة في الحبشة .
3
ـ أن هذه الرواية ذكرت سبب إتخاذ النعش المغطى هو جلالة جسمها ـ أي عظمه وكبره ـ ولم يعرف عن السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها أنها كبيرة الجسم ، بل هي إلى النحافة أقرب منها إلى السمنة حيث أنهكتها العبادة ، خصوصاً بعد وفاة أبيها لما ألمَّ بها من الحزن والأسى .
4
ـ أن الفترة التي كانت فيها أسماء أو أم سلمة في الحبشة لم يتسن لأهل الحبشة الإسلام حتى يهتموا بالستر و هل أن الحبشة غير المسلمة أكثر غيرة و ستراً من المسلمين ؟
5 ـ أن هذه الرواية و الرواية السابقة التي نقلها صاحب الاستيعاب لم يظهر منهما أن النعش قد استعمل في تشييع فاطمة عليها السلام بل ولم يكن فيهما أدنى أشارة إلى ذلك ، و إنما الرواة قد استنبطوا منهما أن فاطمة حملت عليه .

الرواية الثالثة

نقلها محمد الياس عن الاستيعاب : 4 / 1898 ، قال : و قد روي عن ابن عياش أن فاطمة أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام ثم بعدها زينب بنت جحش صنع ذلك بها أيضاً.
أقول : هذه لم تكن رواية ينقلها ابن عبد البر و إنما هو كلام ابن عبد البر و استنتاج منه من الرواية المتقدمة التي نقلها عن أم جعفر .
و إليك نص كلام ابن عبد البر في الاستيعاب : " قال أبو عمر : فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها ، صُنع ذلك بها أيضاً ".
و أنت ترى بكل وضوح أن ابن عبد البر يستنتج من الخبر الذي ذكره عن أم جعفر المتقدم ، كما نقله عنه المزي في تهذيب الكمال في ترجمة فاطمة .
بينما الخبر لم ينص أنها سلام الله عليها حملت على ذلك النعش . و كلام أسماء على فرض صحته إنما كان قبل الدفن لا بعده .
فالاستنتاج الذي استنجه محمد الياس من الروايتين أو الثلاث بقوله :
"
و بهذا ثبت أن فاطمة رضي الله عنها كانت تعرف بأنها تحمل من البيت بعد الموت لتدفن في البقيع لذا كانت تستحي أن تحمل مثل الرجل
و لو كان المقرر دفنها في بيتها الذي توفيت فيه لم يكن هناك ما يقتضي أن تستحي فاطمة من حملها مثل الرجال ، و أن يعمل لها هودج و أن تدفن ليلاً ".
أقول : الروايات التي ذكرها لا تثبت ما ذكره و القرار الذي صدر بدفنها في منزلها :
1
ـ أنه قرار سري و لو مؤقتاً و لا يراد أن يظهر للآخرين ، و إلا لماذا تدفن ليلاً ولم تدفن نهاراً جهاراً ؟
2 ـ مادام ثبت بالتواتر أنها عليها السلام دفنت ليلاً ـ كما سوف يأتي ـ فلماذا هذا الهودج؟ و ما هي فائدته ، حتى و إن كان يراد دفنها في البقيع ، حيث أن ظلام الليل كاف في سترها عن أنظار الآخرين إن وجدوا ، ولم يكن هناك من الإنارة ما يكشف الجنازة للآخرين .
3
ـ لعل ذكر النعش من باب التعتيم على الأمر .

الرواية الرابعة

الرواية التي ذكرها الشيخ الصدوق في العلل : 1 / 219 باب 149 العلة التي من أجلها دفنت فاطمة عليها السلام بالليل ولم تدفن بالنهار ) حديث 2 و هي رواية طويلة و مفصلة و فيها ذكر النعش ودعت أم أيمن و ليست أسماء ....
قال الشيخ الصدوق في [ علل الشرائع‏ ] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ وَ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا أَتَى رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هَلْ تُشَيَّعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ وَ يُمْشَى مَعَهَا بِمِجْمَرَةٍ وَ قِنْدِيلٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِك‏ ..... ـ إلى أن قال ـ فلما نعى إلى فاطمة نفسها أرسلت إلى أم أيمن و كانت أوثق نسائها عندها و في نفسها فقالت لها يا أم أيمن إن نفسي نعيت لي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له : يا بن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها قولي ما أحببت ، قالت له تزوج فلانة تكون لولدي مربية من بعدي مثلي ، و اعمل لي نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي أريني كيف صورته ؟ فأرته ذلك كما وصفت له ........
فَلَمَّا قَضَتْ نَحْبَهَا ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهَا ـ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَخَذَ عَلِيٌّ (ع) فِي جَهَازِهَا مِنْ سَاعَتِهِ كَمَا أَوْصَتْهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهَا أَخْرَجَ عَلِيٌّ الْجِنَازَةَ وَ أَشْعَلَ النَّارَ فِي جَرِيدِ النَّخْلِ وَ مَشَى مَعَ الْجِنَازَةِ بِالنَّارِ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهَا وَ دَفَنَهَا لَيْلًا ).

الجواب :

1 ـ هذه الرواية و إن صرحت بالنعش و أن الجنازة أخرجت لكنها لم تعين موضع الدفن .
2
ـ أن هذه الرواية ضعيفة السند فإن رجال السند بأجمعهم غير موثقين .
3
ـ مما يؤكد عدم صحة هذه الرواية أنها تدعي أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقع بينه و بين بعض الصحابة كلام ( حتى تلاحيا و استبا ) ولم يكن السب من منهج أمير المؤمنين عليه السلام وأخلاقه .
4
ـ هذه الرواية تقول أن النعش وصفته الملائكة فهي تناقض الروايات التي تقول أن النعش وصفته أسماء .
5
ـ ثم أين كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعيدا عن حبيبته فاطمة عليها السلام ؟ و مرضها لم يكن مفاجئاً .

الرواية الخامسة

قال الشيخ الطوسي في [تهذيب الأحكام‏] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ أَوَّلِ مَنْ جُعِلَ لَهُ النَّعْشُ فَقَالَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ( ص ).

الجواب :

1ـ الخبر ضعيف كما قال به العلامة المجلسي في ملاذ الأخيار : 3 / 322 ح 184 .

الرواية السادسة

[تهذيب الأحكام‏] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ أَبِيهِ عَنْ‏ حُمَيْدِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ أَوَّلُ نَعْشٍ أُحْدِثَ فِي الْإِسْلَامِ نَعْشُ فَاطِمَةَ إِنَّهَا اشْتَكَتْ شَكْوَتَهَا الَّتِي قُبِضَتْ فِيهَا وَ قَالَتْ لِأَسْمَاءَ إِنِّي نَحِلْتُ وَ ذَهَبَ لَحْمِي أَ لَا تَجْعَلِينَ لِي شَيْئاً يَسْتُرُنِي قَالَتْ أَسْمَاءُ إِنِّي إِذْ كُنْتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ رَأَيْتُهُمْ يَصْنَعُونَ شَيْئاً أَ فَلَا أَصْنَعُ لَكِ فَإِنْ أَعْجَبَكِ أَصْنَعُ لَكِ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَتْ بِسَرِيرٍ فَأَكَبَّتْهُ لِوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَتْ بِجَرَائِدَ فَشَدَّدَتْهُ عَلَى قَوَائِمِهِ ثُمَّ جَلَّلَتْهُ ثَوْباً فَقَالَتْ هَكَذَا رَأَيْتُهُمْ يَصْنَعُونَ فَقَالَتِ اصْنَعِي لِي مِثْلَهُ اسْتُرِينِي سَتَرَكِ اللَّهُ مِنَ النَّارِ.

الجواب :

1ـ هذا الخبر ضعيف كما قال به العلامة المجلسي في ملاذ الأخيار : 3 / 322 ح 185 .

الرواية السابعة

ما ذكر الفتّال النيسابوري في وصيتها عليها السلام لأمير المؤمنين عليه السلام التي رواها أنها قالت :
ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ يَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تَتَّخِذَ لِي نَعْشاً فَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ صَوَّرُوا صُورَتَهُ .
فَقَالَ لَهَا صِفِيهِ لِي فَوَصَفَتْهُ فَاتَّخَذَهُ لَهَا فَأَوَّلُ نَعْشٍ عُمِلَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ذَاكَ وَ مَا رَأَى أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ .
ثُمَّ قَالَتْ أُوصِيكَ أَنْ لَا يَشْهَدَ أَحَدٌ جِنَازَتِي مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ظَلَمُونِي وَ أَخَذُوا حَقِّي فَإِنَّهُمْ عَدُوِّي وَ عَدُوُّ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ لَا تَتْرُكُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَا مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَ ادْفِنِّي فِي اللَّيْلِ إِذَا هَدَأَتِ الْعُيُونُ وَ نَامَتِ الْأَبْصَارُ .
ثُمَّ تُوُفِّيَتْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَ عَلَى أَبِيهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِيهَا فَصَاحَتْ أَهْلُ الْمَدِينَةِ صَيْحَةً وَاحِدَةً وَ اجْتَمَعَتْ نِسَاءُ بَنِي هَاشِمٍ فِي دَارِهَا فَصَرَخُوا صَرْخَةً وَاحِدَةً كَادَتِ الْمَدِينَةُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ مِنْ صُرَاخِهِنَّ وَ هُنَّ يَقُلْنَ يَا سَيِّدَتَاهْ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَقْبَلَ النَّاسُ مِثْلَ عُرْفِ الْفَرَسِ إِلَى عَلِيٍّ (ع) وَ هُوَ جَالِسٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (ع) بَيْنَ يَدَيْهِ يَبْكِيَانِ فَبَكَى النَّاسُ لِبُكَائِهِمَا وَ خَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ عَلَيْهَا بُرْقُعَةٌ وَ تَجُرُّ ذَيْلَهَا مُتَجَلِّلَةً بِرِدَاءٍ عَلَيْهَا تُسَبِّجُهَا وَ هِيَ تَقُولُ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْآنَ حَقّاً فَقَدْنَاكَ فَقْداً لَا لِقَاءَ بَعْدَهُ أَبَداً وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَجَلَسُوا وَ هُمْ يَضِجُّونَ وَ يَنْتَظِرُونَ أَنْ تُخْرَجَ الْجِنَازَةُ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهَا وَ خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَ قَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَدْ أُخِّرَ إِخْرَاجُهَا فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ فَقَامَ النَّاسُ وَ انْصَرَفُوا ..........
فَلَمَّا أَنْ هَدَأَتِ الْعُيُونُ وَ مَضَى شَطْرٌ مِنَ اللَّيْلِ أَخْرَجَهَا عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (ع) وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَقِيلٌ وَ الزُّبَيْرُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ بُرَيْدَةُ وَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ خَوَاصُّهُ صَلَّوْا عَلَيْهَا وَ دَفَنُوهَا فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَ سَوَّى عَلِيٌّ (ع) حَوَالَيْهَا قُبُوراً مُزَوَّرَةً مِقْدَارَ سَبْعَةٍ حَتَّى لَا يُعْرَفَ قَبْرُهَا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْخَوَاصِّ قَبْرُهَا سُوِّيَ مَعَ الْأَرْضِ مُسْتَوِياً فَمَسَحَ مَسْحاً سَوَاءً مَعَ الْأَرْضِ حَتَّى لَا يُعْرَفَ مَوْضِعُهُ.

الجواب :

1 ـ هذه الرواية مرسلة و غير مسندة فلا يمكن الاعتماد عليها .
2
ـ هذه الرواية و التي قبلها تذكر أن النعش قبل الوفاة أما بعد الوفاة فلم يذكر له أي أثر و أنه استعمل أم لا ؟.
فتلخص : أن حديث النعش لم يرد من طريق أهل البيت بل و لا من طريق العامة بسند معتبر و إنما الروايات الواردة من الطريقين كلها ساقطة سنداً.

الدليل الثاني

الروايات التي ذكرت أن أمير المؤمنين عليه السلام أعفى قبرها و هي :

الرواية الأولى

ما رواه الشيخ الكليني في [الكافي‏] قال :
أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ رَفَعَهُ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) قَالَ لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ (ع) دَفَنَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام سِرّاً وَ عَفَا عَلَى مَوْضِعِ قَبْرِهَا.

الجواب :

الرواية غير تامة سندا .

الرواية الثانية

[المجالس للمفيد] و [الأمالي للشيخ الطوسي‏] الْمُفِيدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهرمرازي عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ (ع) قَالَ لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَصَّتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهَا وَ يُخْفِيَ خَبَرَهَا وَ لَا يُؤْذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ يُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ وَ تُعِينُهُ عَلَى ذَلِكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَحِمَهَا اللَّهُ عَلَى اسْتِسْرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصَّتْ بِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ وَصَّتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهَا وَ يَدْفِنَهَا لَيْلًا وَ يُعَفِّيَ قَبْرَهَا فَتَوَلَّى ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَ دَفَنَهَا وَ عَفَّى مَوْضِعَ قَبْرِهَا 

الجواب :

هذه الرواية غير تامة سندا ففيها أكثر من واحد مجهول .

الدليل الثالث

من الأدلة التي أُستدل بها على أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام دفنت في البقيع :
الروايات التي ذكرت أن الإمام الحسن (ع) أوصى أن يدفن إلى جنب أمه فاطمة الزهراء عليها السلام ، وهذه المجموعة من الروايات ذكرها علماء العامة و أول من روى ذلك هو : أبو زيد عمر بن شبّه النميري البصري المتوفى 262 هـ روى بسنده (( أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي . فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة )).
و هذه الرواية أول ما فيها أنها مرسلة و لا يمكن الاعتماد عليها و تبعه على ذلك كل من تأخر عنه منهم مثل أبي الفرج الأصبهاني  و ابن أبي الحديد في شرح النهج  و إبن عبد البر في الاستيعاب ، و إبن حجر في الاصابة و غيرهم .
و ذكر ابن شبّه النميري رواية أخرى حول قبر الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ، و أوصى فيها أن يدفن في المقبرة إلى جنب أمه فاطمة ( فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة رضي الله عنها ).
و هذه الرواية لعلها عين الرواية المتقدمة و هي التاسعة من الروايات في قبر فاطمة حيث أن سند هذه عين سند الرواية السابقة و متنها قريب من متن الرواية السابقة .
و هذه الرواية مرسلة من حيث السند .
و من حيث المتن تقول هذه الرواية أن المشادة بين بني أمية وبني هاشم كانت في حياة الإمام الحسن (ع) و قبل وفاته ، بينما روايات أخرى و منها الرواية المتقدمة على هذه الرواية التي ذكرها النميري أن المشادة وقعت بعد وفاة الإمام الحسن (ع) فأيهما أصح ؟
كما أنه يمكن حمل كلمة أمه فاطمة على جدته فاطمة بنت أسـد رضي الله عنها ـ كما سوف يأتي ـ.
بتقريب أن جدته هي أمه أيضاً و كل منهما فاطمة ولم يذكر في أي رواية منها أنه قال : ( أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ) ، و يدل على التهافت في هذا الخبر أنه ذكر أن قبر الحسن بن علي مع قبر عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه و آله . حيث جاء فيه ( إن في المقبرة قبرين مطابقين بالحجارة ؛ قبر حسن بن علي ، و قبر عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنحن لا نخرجهما ) .

و الجواب :

1 ـ أن السيدة عائشة توفيت في طريق الشام .
2
ـ على فرض أنها دفنت في البقيع لم يدع أحد أنها دفنت إلى جنب الإمام الحسن (ع) و إنما أُدعي دفنها إلى جنب زوجات الرسول صلوات الله و سلامه عليه .
كما قد يطلق الأب على الجد فقد جاء في كتاب الثقات لابن حبان في ترجمة الإمام الحسن (ع) قال : (( و أوصى إلى أخيه الحسين : إذا أنا مت فأحفر لي مع أبي و إلا ففي بيت علي و فاطمة و إلا ففي البقيع )).
فقد أطلق في هذا الخبر اسم الأب على الجد و هو رسول الله صلى الله عليه و آله لأن الإمام أمير المؤمنين (ع) مدفون بالنجف الأشرف و يوجد مسافة بعيدة و إنما أراد بالأب رسول الله صلى الله عليه و آله .
و يبدو من هذه الوصية أن الإمام الحسن (ع) أراد الأفضلية في الدفن على الترتيب :
1
ـ أن يدفن إلى جنب جده رسول الله صلى الله عليه و آله .
2
ـ أن يدفن إلى جنب أمه فاطمة عليها السلام في منزلها حيث عبر في ( بيت علي و فاطمة ).
3
ـ إذا لم يمكن هذا و لا ذاك ففي البقيع .
و بالفعل فإن بني أمية منعت من دفنه إلى جنب جده رسول الله صلى الله عليه و آله. و مع هذا أيضاً بنو أمية منعت من دفنه في منزل أبيه و أمه كما يقول هذا النص :
(( ثم أمر الحسين أن يحفر له في بيت علي و فاطمة ، فبلغ ذلك بني أمية فأقبلوا [ و ] عليهم السلاح و قالوا : والله ! لا نتخذ القبور مساجد ، فنادى الحسين في بني هاشم فأقبلوا بالسلاح ، ثم ذكر الحسين قول أخيه لا ترفعن ، في ذلك صوتا ، فحفر له بالبقيع و دفن هناك [(ع) ] في أحسن مقام )).

فهذا النص يدل :

1 ـ على أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها مدفونة في منزلها . و إلا ما هو المبرر على أن يوصي الإمام الحسن بدفنه في منزل أبيه و أمه إذا لم تكن أمه مدفونة فيه خصوصاً و أن البيت لا يزال يسكن و هو مشترك بينه و بين أخوته .
2
ـ أن الروايات التي نقلت كلام الإمام الحسن (ع) أن يدفن إلى جنب أمه إذا لم يفسح المجال لدفنه إلى جنب جده ، يريد ـ والله العالم ـ إلى جنبها في منزلها .
غاية الأمر أن النتيجة بعد أن حصل ما حصل بين بني هاشم و بني أمية دفن الإمام الحسن في البقيع فظن الرواة أنه دفن إلى جنب أمه في البقيع .
و ما ذكره محمد الياس عن ابن عبد البر من أن الإمام الحسن (ع) دفن إلى جنب أمه فاطمة عليهما السلام .
هذا مرسل و لعله استنتاج من بعض الروايات التي لم يتم سندها كما تقدم .
و ما ذكره عن السخاوي ، و السمهودي ، و العباسي ، و المحب الطبري ، و البرزنجي كل ذلك اجتهادات منهم اعتماداً على الرواية التي ذكرها ابن شبَّه المتقدمة و هي مرسلة .
فتلخص أن ما ذكر من الأدلة على دفنها في البقيع غير تام ولا يوجد هناك راوية صحيحة صريحة في دفنها في البقيع .

الإمام الحسن مدفون عند جدته فاطمة

روى الشيخ الكليني بسنده عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : لما حضرت الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة قال للحسين (ع) : يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها ، إذا أنا متّ فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه و آله لأحدث به عهداً ثم اصرفني إلى أمي عليها السلام ثم ردني فادفني في البقيع إلخ.
فيبدو من هذه الرواية أن قبر السيد فاطمة الزهراء عليها السلام في غير البقيع حيث أن الإمام الحسن (ع) يوصي الإمام الحسين (ع) ان يزوّره جده رسول الله صلى الله عليه و آله و أمه فاطمة عليها السلام ثم يرجع إلى البقيع و يدفن هناك فلو كانت أمه في البقيع ـ كما تقول الرواية السابقة ـ لقال و ادفني عند أمي فاطمة عليها السلام .
و عن الإمام الصادق (ع) :
(( ثم أوصى [ أي الإمام الحسن (ع) ] أن يدفنوه بالبقيع ـ إلى أن قال ـ يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله صلى الله عليه و آله لأجدد به عهدي ، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك )) .
فهذه الرواية تكشف أن المراد في الرواية السابقة من دفنه (ع) مع أمه إنما هي جدته فاطمة بنت أسد و ليست أمه فاطمة الزهراء عليها السلام .
علماء الشيعة

و أما بالنسبة إلى علماء الشيعة فيما يرجع إلى دفنها في البقيع و هو عندهم قول شاذ و إن نسبه الشيخ الصدوق و الشيخ الطوسي إلى بعض أصحابنا ، نعم ربما يظهر من بعضهم ذلك مثل :
1
ـ السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات كما نقله عنه صاحب البحار مرسلاً.
و الجواب : أن هذا الكتاب ليس للسيد المرتضى بالرغم من ان صاحب البحار نسبه إليه ، حيث أن التحقيق أثبت عدم صحة نسبة الكتاب للسيد المرتضى ، و نقل ابن أبي الحديد في شرح النهج عن السيد المرتضى في الشافي ما يظهر منه أنها دفنت في البقيع ، و لكن هذا لا يعتمد عليه لأن السيد المرتضى ربما نقله من علماء السنة حيث لم يكن ذلك مسنداً و إنما كان مرسلاً .
2
ـ و ابن شهرآشوب في المناقب حيث أرسل ذلك ارسالاً .
و الجواب : ان ابن شهرآشوب لم يذكر مستند هذا القول و لعله نقله من علماء السنة كما هي عادته ولم يشر إلى المصدر .
3
ـ و نقل الفتّال النيسابوري في كتابه روضة الواعظين أنها لما توفيت عليها السلام : (( اجتمع الناس فجلسوا و هم يرجون و ينظرون أن تخرج الجنازة ، فيصلون عليها ، و خرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإن ابنة رسول الله ( ص ) قد أُخرّ إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس و انصرفوا ، فلما أن هدأت العيون ، و مضى من الليل أخرجها عليٌ و الحسن و الحسين عليهم السلام و عمّار و المقداد و عقيل و الزبير و أبو ذر و سلمان و بريدة و نفرٌ من بني هاشم و خواصه صلّوا عليها و دفنوها في جوف الليل و سوّى على حواليها قبوراً مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها )).
1 ـ ربما يتراء من هذه الرواية أو هذا الفول أنها دفنت في خارج منزلها ، و هذا و أن لم يكن واضحاً كل الوضوح ، إلا أنه مع ذلك لا يمكن الاعتماد على هذه الرواية لأنها مرسلة.
2
ـ أن الفتال النيسابوري يقول بالقول الثاني ـ كما سوف يأتي ـ .
4
ـ و نقل الشيخ عباس القمي عن صاحب البحار قولاً بدفنها في البقيع قال : (( و قيل دفنها أمير المؤمنين (ع) بالبقيع و جدد أربعين قبراً فاستشكل على الناس قبرها )).
و هذه الرواية مرسلة خصوصاً وأنه نسبها إلى القيل وهو يدل على التمريض ، وليس هذا رأيه وإنما رأيه أنها دفنت في منزلها .
و الحاصل : أن القول بدفنها في البقيع إنما هو رأي أكثر علماء أهل السنة من الحديث و أرباب التواريخ ، لذلك قال العلامة المجلسي مشيراً إلى ذلك : ( الظاهر و المشهور مما نقله الناس و أرباب التواريخ والسير أنها عليها السلام دفنت بالبقيع ) .
و هذا تقرير لرأي أبناء العامة و ليس اختياره و إنما رأيه القول الثالث ـ كما سوف يأتي ـ.

و قد استبعد هذا القول عدد من علمائنا الأبرار

منهم الشيخ الطوسي قال : ( و أما من قال أنها دفنت في البقيع فبعيد عن الصواب).
و كذلك استبعده : ابن سعيد ، و ابن إدريس ، و العلامة في التحرير و غيرهم .

للبحث تتمه...

المصدر: مركز الإشعاع الإسلامي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 1 فبراير 2018 - 11:31 بتوقيت مكة