بعد تفجيرات الكاظمية وساحة الطيران .. لابد من حرمان "داعش" من فرصة الإنتقام لهزائمها

الثلاثاء 16 يناير 2018 - 09:55 بتوقيت مكة
بعد تفجيرات الكاظمية وساحة الطيران .. لابد من حرمان "داعش" من فرصة الإنتقام لهزائمها

العراق _ الكوثر: - يعتبر التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في ساحة الطيران في بغداد يوم الاثنين 15 كانون الثاني / يناير واسفر عن استشهاد 27 شخصا وجرح اكثر من 100 ، الأكثر دموية منذ الانفجار الذي وقع في حي الكرادة في يوليو / تموز 2016 وأسفر عن استشهاد 324 شخصا.

مصادر امنية وشهود عيان ذكروا ان مهاجمين فجرا نفسيهما وسط عمال البناء الاهليين في الساحة ، وهي مكان مكتظ يضم أيضا مرآبا لسيارات النقل الداخلي وعشرات المحال التجارية والباعة الجائلين.

مصادر طبية ذكرت أن العديد من الجرحى إصاباتهم خطيرة وهو ما يرشح ارتفاع حصيلة الضحايا من الشهداء.

لا يحتاج المسؤول العراقي لجهاز استخباراتي معقد ليعرف ان هزيمة “داعش” في العراق لا يعني اجتثاث جذور هذه الشجرة الخبيثة من ارض العراق بشكل كامل ، وان هزيمة “داعش” ستدفع عناصرها للانتقام من المناطق الامنة العراقية والتي كان لابنائها الابطال الدور الابرز في هزيمة “الدواعش” المنكرة.

هذه الحقيقة اشار اليها عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عدنان الأسدي ، تعليقا على التفجير الارهابي المزدوج ، بقوله ان “ما حصل اليوم في ساحة الطيران مجزرة نتجت بسبب الاهمال، حيث كانت هناك معلومات مسبقة حذرت من حراك داعشي يجري لاستهداف المناطق الامنة في بغداد”.

ليس هناك من ينكر ان ما حدث في ساحة الطيران هو خرق امني ، وانه عبارة عن رسالة ارهابية ساعية باتجاه الضغط لتأجيل الانتخابات وادخال البلاد في فراغ دستوري والذهاب به نحو المجهول ، ولكن هذا لا يبرر الا تتخذ الاجراءت لاحكام الامن وايقاف هذه الخروقات عبر تفعيل التقنيات الامنية الحديثة والجانب الاستخباري ، لاستهداف “الدواعش” انى كانوا ووأد عملياتهم الانتحارية ضد الامنين العزل.

التاكيد على بذل جهد استخباراتي مضاعف ، لمواجهة واستئصال الخلايا “الداعشية ” النائمة والفاعلة ، هو ما تحتاجه المرحلة الحالية ، بعيدا عن تكرار الكلام العبثي حول التهميش والاقصاء لتبرير هذه الاعمال الاجرامية ، لانها الجهات التي تقف وراء هذه العمليات ليست في وارد المشاركة بالعملية السياسية او تطالب بمزيد من الحقوق للكف عن هذا الاجرام ، فهذه الجهات تعمل لاجندات اجنبية تريد للعراق العودة الى ماقبل عام 2003 ، واذا لم يتسن لهم ذلك ، يكون تقسيم العراق الى دويلات متصارعة ومتنازعة هو خيارها الثاني.

“الدواعش” الذين يفجرون انفسهم وسط المدنيين العزل ، لا يعملون بفردهم فهناك “دواعش” اخرون ، كثيرا ما ينشطون مع كل تفجير ارهابي ، وينحصر دورهم في اثارة الشائعات حول “هشاشة” الوضع الامني وان المدنيين تركوا لقمة سائغة للعصابات “الداعشية” ، لبث الخوف والهلع في قلوب العراقيين. 

انفجار ساحة الطيران لم يكن استثناء ، فقد شهدت بغداد عقب تفجير ساحة الطيران حملة منظمة لاشاعة اخبار كاذبة حول تفجيرات في مناطق متعددة في بغداد  تزامنا مع التفجير الإرهابي في ساحة الطيران.

خلية الاعلام الحربي دعت الى توخي الدقة والحذر واعتماد المصادر الرسمية في نقل الأخبار وعدم إثارة الأكاذيب التي تقف خلفها جهات مشبوهة تعمل لتحقيق مصالحها وفسادها.

من الواضح ان “داعش” وحواضنها لن تسكت على ما نزل بها من هزيمة على يد العراقيين ، لذلك اخذت تستعجل العمليات الانتحارية ، للانتقام اولا وللتغطية على هزائمها ثانيا ، ولرفع معنويات عناصرها ثالثا ، ولديدنها رابعا ، فجريمة ساحة الطيران جاءت بعد ايام قليلة من عملية إحباط المخطط الانتحاري في ساحة عدن بمنطقة الكاظمية ببغداد والذي ادى الى اصابة 18 شخصاً.

ان على الحكومة والاجهزة الامنية والجيش و قوات الحشد الشعبي ، منع “الدواعش” من افساد فرحة العراقيين بالنصر في وأد المخططين التكفيري والتقسيمي ، عبر بذل المزيد  من الجهد للتصدي للعمليات الارهابية ، وتتبع سير والية تسلل الارهابيين من اوكارهم الى اهدافهم ، وإشارك الحشد الشعبي ، في حماية المناطق المستهدفة من قبل “داعش” في بغداد ، عبر تفعيل آلية الامن الذاتي، تحت اشراف الاجهزة الامنية ، لحرمان “الدواعش” من فرصة الانتقام لهزائمهم.

المصدر: شفقنا

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 16 يناير 2018 - 09:43 بتوقيت مكة