شرح حديث.. لا تجعل رقبتك جسراً للناس

الأحد 31 ديسمبر 2017 - 16:05 بتوقيت مكة
شرح حديث.. لا تجعل رقبتك جسراً للناس

حديث - الكوثر

نص الحديث

قال الامام الصادق عليه السلام: "لا تجعل رقبتك جسراً للناس".

 

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يجسد صورة (تمثيلية) او رمزية، او استعارية، وهي من حيث الدلالة تنهى الانسان بأن يكون واسطة لعمل الشر: كما لو كان عميلاً أو موظفاً عند المنحرفين، يمررون عليه مصالحهم الشريرة، واما من حيث الجمالية او البلاغية او الفنية فانها تحفل بنكات شتى نبدأ بالقاء الاضاءة عليها الان.

الملاحظ ان النص قد استخدم عبارة (الرقبة) وعبارة (الجسر)، وهاتان الكلمتان هما (رمزان) لدلالة غائبة، ونحن نضطر الى تكرار الحقيقة المعروفة بالنسبة الى وظيفة (الرمز) الا وهي: ان الرمز عبارة محدودة لدلالات غير محدودة أو انه عبارة (حاضرة) لفظيا (غائبة) دلالىا، اي تشير الى معنى (غائب) ومثاله كلمة (النور) حيث ترمز الى دلالة غائبة هي: الاسلام او الايمان او الخير وما شابه، كذلك بالنسبة الى عبارتي (الرقبة) و(الجسر)، لذلك نتساءل: ما هي الدلالة الغائبة لرمز (الرقبة) اولا؟ الجواب: الرقبة ترمز الى الشخص الذي يعمل لصالح المنحرف وهذا الرمز غني بدلالته حيث ان (الرقبة) بما انها تقترن بعملية الذبح مثلاً سواء اكانت الرقبة للانسان او الحيوان، فان الذبح يتم بواسطة (الرقبة) كما هو واضح.

ونتجه الى رمز (الجسر)، فماذا نستلهم؟ (الجسر) يرمز الى عملية العبور كما هو قد نصب لهذه العملية، فاذا نقلنا هذا الرمز الى الدلالة الغائبة، حينئذ نستخلص بان (الجسر) هو رمز لعملية استغلال المنحرفين لهذا الجسر، حيث يعبرون من خلاله للوصول الى اهدافهم الشريرة، وفي مثل هذه الحالة: يخسر الشخص ويربح المنحرف دنيوياً بل يخسر الشخص اخراه بطريق اولى، وقد تسأل ماذا تعني خسارته دنيويا؟ الجواب: الخسارة الدنيوية هي تشويه سمعته، حيث يخدم المنحرفين، وهم غالباً ليسوا مرضيين بطبيعة الحال، واما الخسارة اخروياً فهي: العقاب الذي ينتظر هذا الشخص في اليوم الاخر.

يبقى ان نحدثك عن رمز (الجسر) ونكاته دون سواه، فمثلاً كان يمكن ان تنتخب لفظة اخرى كما لو قيل: لا تجعل رقبتك طريقاً للناس، لكن هذا الرمز (اي الطريق) لايعطي او لايرمز الى مايرمز اليه الجسر، بصفة ان الطريق هو لعملية المشي العادي لا تعترضه صعوبة، بينما (الجسر) ليس كذلك، لماذا ؟ الجواب ان عبور النهر لايمكن تحققه الا من خلال الجسر والا تعذر عبوره بخلاف الطريق البري الذي لايحتاج الى واسطة للعبور، من هنا جاء (الجسر) رمزاً او واسطة لتمرير الانحراف الذي ما كان ليشيع لولا ان الشخص يجعل رقبته جسراً للمنحرفين.

اذن: امكننا ان نتبين جمالية هذه الصورة سائلين الله تعالى ان يجعلنا ممن يعمل لاشاعة الخير وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

المصدر: Arabic.irib.ir

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 31 ديسمبر 2017 - 15:39 بتوقيت مكة
المزيد