اليمن.. المواليد الجدد مشوهون بسبب الأسلحة الكيماوية

الأحد 17 ديسمبر 2017 - 14:21 بتوقيت مكة
اليمن.. المواليد الجدد مشوهون بسبب الأسلحة الكيماوية

اليمن-الكوثر: منذ 9 أشهر، يعدّ فتحي أحمد، أحد أبناء مديرية تهامة بمحافظة الحديدة، الدقائق والثواني لاستقبال مولوده القادم. وحين جاء هذا اللقاء، فزع لمنظره وتمنّى عدم قدومه، أعضاؤه وشكله وبناؤه الجسماني يتخللها الكثير من النتوءات والتشوهات!

في المقابل، يستقبل مستشفى الأمومة والطفولة بمستشفى السبعين في صنعاء مئات من حالات الإجهاض وعشرات الولادات لأطفال مشوهين خَلقياً. تتنوع هذه التشوهات بين بروز نتوءات أو تشوهات في الأطراف وتضخم في بعض الأعضاء.

مولود فتحي أحمد، أحد ضحايا التشوهات الجينية بسبب الأسلحة الكيماوية المستخدمة في الحرب على اليمن، وغيره العشرات من الأجنّة الذين قادتهم هذه الأسلحة للظهور بتلك الصور المفزعة؛ لم تكتفِ هذه الحرب بالفتك بالظاهر؛ بل وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك.

فتحي أحمد، القاطن مع عائلته قُرب شركة ومزارع إخوان ثابت (مديرية باجل) والتي تعرضت لقصف بقنابل عنقودية، وفقاً لتقرير وزارة الصحة- يتحدث بزفرةِ محزونٍ عن حالة طفله المتدهورة؛ بسبب التشوهات التي يعانيها، مضيفاً: "فزعتُ عندما رأيت طفلي بهذا المنظر، لم أتخيل قط أنني سأُرزق بمثله!".

يقول الدكتور محمد عبد الله عمران، المختص في مستوصف السلام بالحديدة: إن حالة طفلِ فتحي أحمد ليست حالة تشوه جديدة، لكنها كانت حالة فريدة من نوعها، لا سيما أن التشوه شمل الأطراف والرأس، بالإضافة إلى أن الطفل وُلد من دون أذنين وعينين ومن دون إحدى خصيتيه وأثر لفتحة الشرج، وطبقة بيضاء على جسمه بشكل كامل، حيث سببت هذه الطبقة الموجودة على خدوده في شدّ فم الطفل إلى الخلف، مما أثّر على فمه وحال دون قدرته على الرضاعة.

أسلحة الفتك
استخدم التحالف العربي، بقيادة السعودية، في حربه على اليمن، منذ مارس/آذار 2015، وفق تقارير دولية أعدتها منظمة هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية ووزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء، أسلحة محرمة دولياً في ضرباته الجوية على عدد من المحافظات.

ووفقاً للتقارير، فإن آثار هذه الأسلحة بدأت تفتك بالأجنة والمواليد بتلك المحافظات. وأضافت التقارير أن مثل هذه الحالات لم تسجَّل في كشوفات الوزارة قبل الحرب الجارية بالبلاد وأنها وليدة الحرب التي تشنها السعودية على اليمن.

وعن الإحصائيات الرسمية، يقول الدكتور نشوان العطاب، وكيل وزارة الصحة، إن الوزارة لا تمتلك إحصائيات رسمية ودقيقة عن هذه الحالات؛ بسبب ضعف الإمكانات اللازمة للقيام بهذا، وقال: "العدد كبير، ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة لمثل هذه الحالات الناتجة عن استخدام التحالف هذه الأسلحة".

وأكد العطاب ارتفاع عدد حالات التشوهات الجينية والخَلقية لدى الأطفال حديثي الولادة في عدد من المحافظات، لافتاً إلى تلقي الوزارة بلاغات كثيرة بخصوص مواليد أصيبوا بتشوهات جينية وخَلقية في عدد من المحافظات.

وأرجع وكيل وزارة الصحة عدم وجود إحصائيات دقيقة لمثل هذه الحالات إلى ضعف الإمكانات المادية وصعوبة إجراء المسوحات الميدانية بسبب الحرب.

الأسلحة المستخدمة
وعن نوعية الأسلحة المستخدمة من قِبل التحالف بحربه على اليمن والمتسببة في مثل هذه التشوهات وفق الأطباء والتقارير الدولية، تأتي القنابل العنقودية بالصدارة، ثم قنابل الحرارة والضغط الفراغية، والأسلحة الكهرومغناطيسية وأسلحة الطاقة المباشرة والقنابل المشحونة بمادة الفوسفور الأبيض والقنابل الوقودية الهوائية.

فيما أوضحت دراسة بحثية نُشرت في مجلة الصحة العامة الأميركية وصحيفة التايمز البريطانية، أن الأسلحة المستخدمة تتضمن مواد اليورانيوم والبلوتونيوم والجمرة الخبيثة والمواد القاتلة التي تدخل في إطار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بفاعليتها الكبيرة في التدمير والقتل.

في السياق ذاته، وجهت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش اتهامات لقوات التحالف باستخدام أسلحة محرمة دولياً.

وقالت منظمة العفو الدولية إن لديها أدلة تثبت قيام التحالف بإلقاء قنابل عنقودية محرمة، كاشفة في بيان لها أنها جمعت أدلة ومعلومات تفيد بأن قوات التحالف ألقت قنابل انشطارية أميركية الصنع.

هذا، وقد أكدت الدراسة أن تلك الأسلحة تؤدي إلى ضرر حاد بالصحة، يصل أثره إلى الكبد والكلى عبر مجرى الدم وحدوث حالات التسمم المزمن، وتسبب نقص المناعة المكتسبة والسرطان، كما تسبب أضراراً وراثية، وهذا يؤدي إلى تراكم حالات الإجهاض، وموت الجنين داخل الرحم وتشوه الجهاز الهضمي وبقية أعضاء جسم الجنين، وغالباً ما يكون الجنين غير قادر على البقاء على قيد الحياة وتكون ولادة الأطفال غير طبيعية.

المصدر: هاف بوست
25 -101
 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 17 ديسمبر 2017 - 14:07 بتوقيت مكة