المعارف الإسلامية الكبيرة والدور المحفز والباعث للشهادة

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 14:02 بتوقيت مكة
المعارف الإسلامية الكبيرة والدور المحفز والباعث للشهادة

المعارف الإسلامية الكبيرة والدور المحفز والباعث للشهادة من نظر السيد القائد ( حفظه الله)

من بركات الثورة الإسلامية إعادة إنتاج المعارف الإسلامية الأساسية في هذا الزمن. الكثير من هذه المعارف كنا نحملها في الكتب والأذهان، لكن الثورة الإسلامية جسّدت هذه المعارف وحققتها عياناً. من الأجزاء البالغة الأهمية لهذه المعارف منظومة المعارف المتعلقة بالشهادة، وهذا الشيء الذي ذكر بصراحة في هذه الآية الشريفة التي تلوها هنا: ﴿وَلا تَحَسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللهِ اَمواتًا بَل اَحيآءٌ عِندَ رَبِّهِم يرزَقون * فَرِحينَ بِمآءاتهُمُ اللهُ مِن فَضلِه‌ ويستَبشِرونَ بِالَّذينَ لَم يلحَقوا بِهِم مِن خَلفِهِم اَلّا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يحزَنون﴾. هذه معرفة وهي من المعارف الإسلامية الكبيرة، أي الدور المحفز على الشهادة والباعث للشهادة في النظام الاجتماعي الإسلامي. الشهداء يبشرون الذين لم يلحقوا بهم بعد - مثلنا أنا وأنتم - بأنه لا خوف في هذا الدرب ولا حزن، وكل ما هناك بهجة وابتهاج وحيوية وغبطة ومعنويات وأمل. هذا درس. وقد تكرر هذا الدرس في تاريخ الجمهورية الإسلامية. خاض شهداؤنا هذا الساحة بتحفز وحيوية وسعوا سعيهم واستوجب سعيهم الصادق هذا ثواباً من الله فاستشهدوا، وهذه الشهادة بلا شك نعمة كبيرة وثواب كبير منّ به الله على هؤلاء العباد المخلصين الطاهرين الأنقياء الذات. خاض الشهداء في هذا الميدان بحيوية ونشاط ولقوا الله ونالوا رضاه، وفي نشأة ما بعد الموت لم يصبهم لا حزن ولا خوف. وهذا ما ينقلوه للناس والمجتمع ويفيضون به على الذين لم يلحقوا بهم بعد. وقد شاهدنا هذا في هذه الأعوام المتمادية: أين ما كانت هناك شهادة كان بعده فخر واعتزاز عائلة الشهيد، وشعور ذويه وأقربائه بالعزة، وكان هناك هياج وابتهاج معنوي واندفاع مضاعف لدى الناس وتأثيرات اجتماعية كثيرة، ومن جملة تلك الأحداث وأبرزها حادثة السابع من تير.

لم تكن حادثة السابع من تير حادثة صغيرة. قتْلُ المدراء البارزين المؤثرين في النظام - 72 شخصاً منهم - دفعة واحدة حسب الظاهر. وبينهم شخصية مثل الشهيد بهشتي، وقد كان الشهيد بهشتي من نوادر الزمن، ومن الذين قل ما يشاهد الإنسان نظيراً له في الأجيال المتعاقبة. مثل هذا الشخص، وعدد ملحوظ من الوزراء الكفوئين، ومن نواب مجلس الشورى، ومن الناشطين السياسيين والثوريين، يأخذونهم من الشعب دفعة واحدة، طيب، ما سيكون التأثير الطبيعي والعادي لهذا الحادث؟ انكسار الشعب وهزيمة الثورة، هذا ما يجب أن يكون النتيجة بطبيعة الحال، لكن حصل العكس تماماً. حدث عكس هذا تماماً والنقيض لما كان يتوقعه العدو من هذه الحادثة. اتحد الشعب وسارت الثورة في المسار الحقيقي وتوجهت صوب الطريق الصحيح، وانفضح أعداء الشعب وانكشفت حقيقتهم...

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 - 13:53 بتوقيت مكة