شيعة أفغانستان وضريبة التمسك بمذهب أهل البيت (ع)

الخميس 9 نوفمبر 2017 - 15:10 بتوقيت مكة
شيعة أفغانستان وضريبة التمسك بمذهب أهل البيت (ع)

مقالات ـ الكوثر: لم يتعرض اتباع مذهب من المذاهب الاسلامية للظلم والاضطهاد على مدى التاريخ كما تعرض اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام، فقد تفنن الطغاة في تقتيلهم وتعذيبهم ومطاردتهم في كل اصقاع المعمورة، وقد سود المؤرخون الاف المجلدات التي تتحدث عن هذه الفظاعات التي تجاوزت حتى الابادة الجماعية، لا لجريرة ارتكبوها الا “جريرة” التمسك بمذهب اهل البيت عليهم السلام ، كما اوصى بذلك نبي الرحمة صلي الله عليه واله وسلم.

رغم ان الظلم الذي نزل بشيعة اهل البيت عليهم السلام من قبل الطغاة والمتعصبين والجهلة على مر التاريخ، لم يستثن اي شيعي في العالم، الا ان اتباع اهل البيت في البلدان التي يشكلون فيها اقلية وينتشر فيها الفكر التكفيري، تعرضوا لظلم مضاعف، ويمكن اعتبار شيعة اهل البيت في افغانستان من اكثر اتباع اهل البيت تعرضا للظلم والاضطهاد والتقتيل، دون ان يحرك ذلك ساكنا لدى المحافل الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الحيوان قبل الانسان.

العصابات التكفيرية التي تنشط في افغانستان تعلن جهارا نهارا ان هدفها من وراء تفجير الحسينيات والمساجد التابعة لاتباع اهل البيت على من فيها، هو اخلاء باكستان من وجود اتباع اهل البيت، وهو هدف يتجاوز حدود الابادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية.

ان معشار الظلم الذي يتعرض له اتباع اهل البيت في افغانستان، لو تعرض له اتباع اي مذاهب آخر في العالم لكانت الامم المتحدة والمحافل والحكومات في العالم أقامت الدنيا ولم تقعدها، الامر الذي يكشف حجم مظلومية شيعة اهل البيت عليهم السلام في افغانستان ، فهم دون ناصر يواجهون جيوشا من التكفيريين المتوحشين دون ان يكون لهم ناصر، كما كان امامهم الحسين الشهيد عليه السلام في كربلاء.

كربلاء افغانستان تتكرر بشكل اكثر دموية مع ذكرى كربلاء الحسين عليه السلام  من كل عام، ففي كل محرم تخرج وحوش ال امية وال آكلة الاكباد، من حجورها لتفجر اجسادها النتنة في عباد الله المؤمنين الابرياء العزل، وفي اقدس الاماكن، دون ان يحرك ذلك مشاعر السلطات والقوى الامنية في هذا البلد، لوضع حد لحمام الدم هذا، رغم ان اسماء وعناوين هذه الوحوش معروفة للسلطات في افغانستان.

مظلومية اتباع اهل البيت في افغانستان وصلت حدا لا يمكن التستر عليها او اخفائها او تبريرها ، فهذه منظمة الامم المتحدة وبعد صمت مطبق دام طويلا، فتحت فاهها، لا حرصا على دماء شيعة اهل البيت في افغانستان، بل لرفع العتب، ومحاولة لتسجيل موقف ازاء ما يجري من فظائع في افغانستان على يد التكفيريين المجرمين.

قبل ايام اضطرت الأمم المتحدة تحت ضغط الدماء الغزيرة لاتباع اهل البيت في افغانستان التي يسفكها التكفيريون، للاعلان إن عدد الضحايا المدنيين في الهجمات الطائفية في أفغانستان، خاصة التي تستهدف مساجد الشيعة، ارتفع بشدة في العامين الماضيين.

وسجلت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان سقوط نحو 850 ضحية منهم 273 قتيلا منذ بداية العام الماضي في أكثر من 50 هجوما أي نحو مثلي العدد في السنوات السبع السابقة.

من اجل الا يظهر البيان الصادر عن بعثة الأمم المتحدة على انه بيان انشائي ، تم ادراج سطر داخل البيان أوصت فيه البعثة الاممية، الحكومة الأفغانية بالمزيد من العمل لحماية دور العبادة من الهجمات، وبذلك تكون الامم المتحدة قامت بما عليها لوقف نزيف الدم الشيعي البريء على يد سفاحي المذهب التكفيري.

على اتباع اهل البيت ومن اجل حماية انفسهم من جرائم الجماعات التكفيرية، ان يبنوا جسورا من التفاهم مع اخوتهم في الوطن من ابناء المذاهب الاسلامية الاخرى على اساس المشتركات الاسلامية وما اكثرها، بهدف عزل الجماعات التكفيرية واظهارها على حقيقتها ، فهي كالمعول بيد اعداء الدين لهدم الاوطان ونشر الخراب والدمار في ربوعها.

شفقنا

101

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 9 نوفمبر 2017 - 15:10 بتوقيت مكة