مجزرة يوم الاحد نفذها مسلح وُصف بأنه رجل أبيض ويحمل ببندقية هجومية ويرتدي سترة واقية من الرصاص ، دخل الكنيسة المعمدانية الأولى في ساذرلاند سبرينجز بمقاطعة ويلسون ، وأطلق النار من بندقيته على الاطفال والنساء والرجال ، وترواحت اعمار ضحاياه بين خمسة و72 عاما.
مجزرة تكساس ليست الاولى التي تستهدف مكان عبادة ، ففي حزيران/يونيو 2015 قتل ديلان روف احد انصار نظرية تفوق البيض تسعة مصلين في كنيسة في تشارلستن بولاية كارولاينا الجنوبية، هي رمز لنضال السود ضد العبودية.
تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، الذي يعتبر من اقوى انصار حمل السلاح في امريكا ، حول مجزرة الكنيسة المعمدانية ، نزلت كالصاعقة على رؤوس الداعين الى ضرورة ضبط الاسلحة في امريكا ، وذلك عندما عندما اعتبر “الاختلال العقلي” هو سبب وقوع المجزرة وليس انتشار الأسلحة.
ترامب وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو يوم امس الاثنين قال : ”لدينا الكثير من مشاكل الصحة العقلية في بلادنا كما هو الحال في دول أخرى. ولكن هذا ليس وضعا يرتبط بالأسلحة… لحسن الحظ كان هناك شخص آخر يملك سلاح ويطلق النار في الاتجاه المعاكس”.
بهذا المنطق السقيم ، تحميل المجانين مسؤولية المجازر التي تقع في امريكا ، يحاول ترامب حل مشكلة المجازر المروعة التي باتت خبرا عاديا في امريكا بسبب انتشار الاسلحة دون ضابط بين الامريكيين.
وفقا لرؤية ترامب ، فان عدد الضحايا الذين سقطوا برصاص مجانين امريكا ، يفوق عدد قتل الامريكيين في كل الحروب التي خاضتها امريكا بعد الحرب العالمية الثانية وعلى رأسها حرب فيتنام!!..
وفقا للإحصائيات الرسمية الأمريكية ، لقي 200 ألف أمريكي حتفهم منذ سنة 2011 الى بداية هذا الشهر ( تشرين الاول / اكتوبر) ، في هجمات بالاسلحة النارية ضد تجمعات بشرية أو بشكل فردي داخل امريكا.
عدد ضحايا “مجانين” امريكا وفقا للاحصائيات الامريكية ، يتجاوز كل القتلى الأمريكيين في الحروب التي خاضتها امريكا بعد الحرب العالمية الثانية، فقد خلفت حرب كوريا أكثر من 36 ألف ، وحرب الفيتنام 58 ألف، وحرب الخليج الأولى أقل من 400 جندي وفي حرب أفغانستان حوالي 1300 وفي حرب العراق الثانية أقل من 4500 جندي.
الملفت ان عدد ضحايا الارهاب التكفيري ، الذي يحاول ترامب الصاقه بالمسلمين ، ومنذ 2011 على الأراضي الأمريكية ، لم يتجاوز 25 ضحية ، وهي ثلاثة في اعتداء بوسطن 2013 و14 في سان بيرناريدنو 2016 وثمانية في نيويورك 2017 ، الا ان ترامب لم يحمل “المجانين التكفيريين” مسؤولية هذه الجرائم ، كما هو حال “مجانين امريكا”، بل حمل المسلمين جميعهم المسؤولية ، وحظر دخول المسلمين الى امريكا بسبب ذلك.
المصدر: شفقنا
22/101