الحياة الطيبة ثمرة الآمرين بالعدل (القسم الثاني)

الأحد 5 نوفمبر 2017 - 10:52 بتوقيت مكة
الحياة الطيبة ثمرة الآمرين بالعدل (القسم الثاني)

أفكار ورؤى - الكوثر

بقلم آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر النمر

كان الحديث في الحلقة الأولى عن: إن الحياة قائمة على سنن محكمة لا تتبدل ولا تتحول، وتُحَدِّدُ هذه السننُ طبيعةَ الحاضر، وتنبئ بآفاق المستقبل، ومن رحم ثوابت السنن، تتولد كل التحولات والتغيرات الكونية والإنسانية، لتعاد إلى أحضان ثوابت التشريع المستوحاة من بحار السنن لتملي على الإنسان بصائر وهدى ورحمة من المعارف والعلوم والمفاهيم، والأحكام والإرشادات والوصايا، ليختار منها الإنسان ذاته ما ينسجها لتكوين لباس شخصيته ولِيُكَوِّن من خلالها مجريات السنن المحكمة التي تثمر الحياة الطيبة والحياة الخبيثة، ولكي تتجلى هذه النظرية بوضوح يخترق كل حجب الغشاوة التي تحول بين الإنسان والبصيرة المعرفية أضرب أمثلة لبعض السنن التي تجري في هذه الحياة: المثال الأول: سُنَّة الظلم  و المثال الثاني: سُنَّة العدل.

وفي هذه الحلقة الثانية سيكون الحديث عن:

المثال الثالث: سُنَّة البُكم.

والبُكم هم بُكم البصيرة لا بُكم عاهة اللسان، وهم كل من يسكت عن قول الحق، وبالخصوص مَنْ يَزعم أنه عالمٌ ووجيهٌ ومفكرٌ ومثقفٌ وعابدٌ، ويسميه أشباه الناس بهذه المسميات ولكنه ليس كذلك، لأن المسمى الحق لهذه الأسماء لا ينطبق إلا على من يصدع بالحق، ولا تَشْغَل لغةُ الحياد في تفكيره حيِّزاً أبداً، لأن الحياد - وبتعبير القرآن {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء} وما يزعمونه بالوسطية تلاعباً بالألفاظ - لغة الجبناء والمتمصلحين والمنافقين، ولا توجد منطقة وسطى بين الحق والباطل، وكل ما ليس بحق فهو باطل حتماً جزماً، لأن الحياد بُكمٌ يكشف عن حالة التذبذب، وحقيقة النفاق التي يعيشها المحايد الأبكم الذي ينتظر الغالب لكي يلحس من ذيله.

والبُكم أصناف متفاوتة، أسوأها من ينبح بالكفر والشرك والإلحاد والباطل والضلال، وبعده في السوء مَنْ يعوي بالظلم والجور والطغيان والعدوان، وأوسطها مَنْ ينهق بالنفاق والزور والكذب والتدليس، وهو كَلٌّ عن الحق، ولا يَكِلُّ عن محاربة المجاهدين، يسلقهم بألسنة حداد، فلسانه مندلع بالباطل يلهث، لأنه {أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} ومِنْ بعده مَنْ ينعق بالتقليد والترديد والترجيع والتكرار، وأدناها وأقلها سوء مَنْ يبكم عن الأمر بالعدل ويخزم لسانه عن قول الحق ويصمت عن الأمر بالمعروف ويخرس لسانه عن النهي عن المنكر، ويتخذ الحياد والصمت المطبق منهجاً في المواقف السياسية والصراعات الاجتماعية والتناقضات الفكرية، ولولا هذا الحياد السلبي والصمت المخزي لَمَا بقي للإلحاد من وجود، ولَمَا بقي للجور من سُلْطَة، ولَمَا بقي للنفاق من باقية.

إن البُكم المحايدون هم قلب البلد {وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً} فهم منبت النفاق والجور والإلحاد، لأن الحياد هو الذي يكرس الجهل وبالتالي ترديد الببغاوات، والجهل هو الأرضية الخصبة التي يعشعش فيها الزور والنفاق، والنفاق هو الحرث الذي تنبت فيه الشجرة الخبيثة للجور والطغيان، والطغيان هو المنبع النتن للكفر والإلحاد.

وسيقتصر حديثي وتطبيقاتي على الصنف الأضعف من البُكم وهو بُكم الحياد والتذبذب، ليتبين لنا فظاعة المعيشة ونكدها المظلم، ونتونة الحياة وعنتها الأسود، ومنه تعرف النتائج الوخيمة لما هو أسوأ من أصناف البُكم.

1. السُّنَّة هي: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ} ، {لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم}.

2. طبيعة الحاضر لمجتمع البُكم يتلخص في:

ألف: حياة شر الدواب: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} هذه الحياة التي تتلخص في تعطيل القدرات والإمكانات الإنسانية، وبالأخص قدرات العلم والمعرفة، وفي الجهل والجهالة لعدم العقل والتعقل {إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} وفي الانقياد الأعمى لعصى وإشارات الراعي الطاغي «وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق» وفي اللهث وراء العلف لسكين الجزار، وتثبيت عرش الطاغي، وخدمة مصالح زعماء الباطل «فما خُلِقْتُ لِيَشغلَني أكلُ الطيبات، كالبهيمة المربوطة، همُّها عَلَفُها، والمرسلة شُغُلُها تَقَمُّمُها» إلتقاط القمامة أي الكناسة،«تكترش» تملأ كرشها «من أعلافها -ما يهيأ للدابة لتأكله -» وتلهو عما يراد بها،«كأنكم نَعَمٌ» الإبل والبقر والغنم «أراح بها» أطلقها «سائمٌ» الراعي «إلى مرعًى وبِيٍّ» الرديء يجلب الوباء «ومشربٍ دويٍّ» الوبيل يفسد الصحة أصله من الدوا أي المرض «وإنما هي كالمعلوفة لِلْمُدى»السكاكين أي للذبح «لا تعرف ماذا يراد بها إذا أُحسن إليها تحسَب يومَها دهرَها» أي لا تنظر إلى عواقب أمورها فلا تعد شيئاً لما بعد يومها ومتى شبعت ظنت أنه لا شأن لها بعد هذا الشبع «وشِبَعَها أمْرَها».

باء: حياة الكفر والنعيق والببغاوات العمياء: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} لأنهم حجبوا بصائر نور العقل، وهدى وحي السماء، فكفروا بقيم الفطرة، من قدرة الإنسان على الإصلاح الجذري، والتغيير الشامل، والتجديد الرشيد، ومن ضعف وعجز شياطين الجن والإنس عن الحؤول بين الإنسان وتحقيق تطلعاته، وبلوغ أهدافه، فارتكسوا في زوبعة استلاب الهوية الفطرية الحقة، ففقدوا شخصيتهم المتميزة، واستقلالهم الفكري، فنشأوا في مزبلة العبودية، وترعرعوا في مخرأة الاستعباد، لطواغيت الاستبداد، وفراعنة الاستكبار، فأمسوا صدًى لصوتِ وصياح ونهيق الآخرين، فهم ينعقون ويرددون نعيق الناعق لعقيدة الضلال، ونظريات الحمية، وأفكار الجهل،وثقافة الخرافات، ومفاهيم الهوى، دون وعي بالمعاني، ومعرفة بالمضامين، وجهلاً بالأهداف والمنطلقات، وتغافلاً عن المستقبل المظلم والمصير الأسود «همج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق».

جيم: حياة مظلمة بالنفاق والكذب والتذبذب: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} إن طبيعة الحياة الحاضرة للبُكم المحايد المتذبذب ملبدةٌ بضبابية النفاق في العقيدة والأفكار، وغائمة بسحب الكذب في العلاقات والمعاملات، وتموج بركام من الجبال المظلمة، ظلمات بعضها فوق بعض، بدءً من ظلمات الكفر والإلحاد والضلال التي تحجب نور العقل وهدى الوحي، ومروراً بظلمات الظلم والجور والطغيان التي تدوس على العزة والكرامة، وتُغيِّب العدل والقسط، وتَسلُب الحرية والاستقلال، وتُكَوِّن القابلية للاستبداد والاحتلال، وختاماً بظلمات النفاق والكذب والزور التي توقد نار الفتن والحروب والصراعات والشقاق، وتشحن القلوب بظلمة الأهواء الجامحة والشهوات، وظلمة التعصب الأعمى والحميَّات، وظلمة التحزب الضيق والجاهليات، فالإنسان -المجتمع والفرد- الأبكم غارق في مستنقع ظلمة الجهل والجهالة التي يكرسها حكام الجور، وتسلط الطواغيت، وقوانين الظَّلَمَة، ويعيش تائهٌ في صحراء الضلالة وضالٌّ في صحراء التيه، نتيجة لظلمة النفاق والكذب.

دال: حياة العجز والضعف، والخنوع والاستسلام: {لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ} فالأبكم عاجز وغير قادر على إدراك ما يبصره من الحقائق مع ظهورها وجلائها، ولا يفهم ما يسمع منها مع بيانها ووضوحها، ولا يستطيع أن ينطق بها مع سهولتها ويسرها، ولذلك فهو غير قادر على التعامل السليم فضلاً عن التفاعل الإيجابي مع الحياة، وغير قادر على الحياة الطيبة، والعيش الكريم، فلن يجد العزة في حياته، ولن يرى الكرامة في عيشه، فهو يعيش في صحراء التيه والتذبذب في رؤاه ومواقفه، لأنه ضيع بوصلة الحياة - أي الحكمة المنبعثة من العقل، والشجاعة المتولدة من روح الإرادة - حينما غيَّب عقله، واتبع هواه، واضطرب تفكيره، وفقد ثقته بنفسه، فاستسلم - بسبب تحجر الجهل ورعب الخوف - لطواغيت السياسة والمجتمع، وطواغيت العلم والفن، وطواغيت الدين والفكر، وطواغيت الثقافة والأدب، وطواغيت الاقتصاد والإعلام وطواغيت المال والتجارة، فالاستكبار يستعبده، ويحتل أرضه، ويعبث بمقدساته، والطاغوت يستبد به، ويصادر حريته، ويهدر كرامته، ففقد القدرة على العيش الطبيعي في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية والمالية وغيرها، لأنه فقد الإدراك السليم، والحس الصحيح، فعجز عن رؤية الحقائق، فلا يرى إلا الأفكار الضبابية، والمفاهيم المشوشة، فانعقد لسانه، وتبكم عن النطق السليم، وتخرس عن القول السديد، فلا تسمع من البُكم إلا نهيق الحمير ونعيق الغربان ونباح الكلاب وعوي الذئاب، تنسج بيت العنكبوت بكلمات مجزأة، وحروف مقطعة، في الخلوات والاجتماعات، وفي المجالس الصغيرة والفضائيات المنتشرة، وما هذه المطبوعات والمسموعات والمرئيات إلا شاهد حي على طنين ضجيجهم، وغياب دليلهم، وانعدام حججهم.

هاء: حياة التواكل والكسل: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ} ينتظر الغيب لتغيير حياته، والآخرين لإصلاح وضعه {قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} وما هذا المنطق إلا وليد الخوف والرهبة من أصحاب القوَّة والسلطان، والشعور بالعجز، والإحساس بالضعف أمامهم {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} ولذلك ينتظر القوى الخارجية لإحداث تغيير في وضعه السياسي، والأحبار لتجديد أمره الديني، وأصحاب الجاه لإصلاح شأنه الاجتماعي، وأصحاب الطول لامتلاك الثروة المالية، وهكذا ينتظر من الغير تحمل مسؤولية الإصلاح الجذري، والتغيير الشامل، والتجديد الرشيد.

أما هو فمبرأ عن مسؤولية الإصلاح والتغيير، فالكل مسؤول إلا هو، ولذلك يبكم لسانه عن مسؤولية كلمة الحق أما السلطان الجائر، وعن مسؤولية الأمر بالعدل لاقتلاع الجور، وإزالة الظلم، وحل النزاع، وعن مسؤولية قول الصدق لكشف الزيف، وفضح الزور، وبيان أهل الفضل.

واو: حياة التقوقع في مستنقع الشر: وانعدام الخير، والركوس في وحل التخلف، وعدم الإنتاجية، والانغماس في مخرأة الاستعباد، وعدم الحرية {أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ} لأن فاقد الشيء لا يعطيه وهذا الأبكم لا يأتي منه الخير لأنه فاقد للخير فلا خير فيه {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ} عن الخير بدءً بإعراضهم عن بصائر الرسالة، التي هي المنظار الحاذق للخير، ومروراً بإعراضهم عن هدى الرسالة، الذي هو منبع الخير، بل هو الذي يؤسس لكل أركان الخير، وختاماً بإعراضهم عن رحمة الرسالة، التي هي الجامع لكمال الخير وشموله.

إن الأبكم عن قول الحق شيطانٌ أخرسه الخوف والجبن عن النطق بالحق، «الساكت عن الحق شيطان أخرس» فالأبكم هو الشيطان الذي سكت عن تبليغ الرسالة، وأحجم عن الدعوة إلى الحق والهدى، وتمسكن عن مقارعة الظلم والجور والطغيان، وانْشَلَّ عن مكافحة الوباء والفساد، فلا يأمر بمعروفٍ ولا عدلٍ ولا إحسانٍ، ولا ينهى عن فحشاءٍ ولا منكرٍ ولا فسادٍ، فابتعد عن كل خير وصلاح، وتمرد على الهدى والفضيلة، ولكنه يخدع الناس بالتمظهر بالحياد والوسطية والابتعاد عن الفتنة {أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} بترددهم وتذبذبهم، فلم ينصروا الحق فأمسوا أنصاراً للباطل حيث لم يخذلوه، فاتَّقدت الفتن واشتد لهيبها، واندلع لسانها بشهيق الشر وزفير الباطل «من لم ينصر الحق لم يخذل الباطل» فالأبكم هو مستنقع أوبئة الباطل والفساد الذي تنشأ وتفقس فيه بعوض الشر والضلال والظلم والجور والطغيان والفساد، وهو أساس الذل والخنوع والاستسلام لطواغيت السياسة والمجتمع والدين والعلم والأدب والإعلام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأحد 5 نوفمبر 2017 - 07:32 بتوقيت مكة