فلسطين بين مآلات وعد بلفور البريطاني والوعد الالهي

السبت 4 نوفمبر 2017 - 15:27 بتوقيت مكة
فلسطين بين مآلات وعد بلفور البريطاني والوعد الالهي

فلسطين - الكوثر لا ادري ان كان الجميع يعلم بوعد بلفور البريطاني او لا يستطيع التفريق بين شعار (فلسيقط وعد بلفور) وبين شعار (فليسقط واحد من فوق)؟؟ !!!.

ولا ادري ان كان الجميع يعلم بوعد بلفور او كلمة (بالفور) التي تعني بالحال؟؟!!! او بين كلمة بلفور او (بيتي فور) التي هي نوع من الحلوى!!!.

ولكن للتذكير بوعد بلفور نقول: يصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام، الذكرى السنوية لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

ووعد بلفور، (بالإنجليزية: Balfour Declaration) - هو الإسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهم الوعد .

ويعدُّ وعد بلفور الدعامة الأولى للكيان الصهيوني الغاصب وما يسمى "إسرائيل".

اما نص وعد بلفور فهو:

وزارة الخارجية البريطانية
 2 نوفمبر 1917م
 عزيزي اللورد روتشيلد
 يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوما بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علما بهذا التصريح.
المخلص آرثر بلفور

اما عن الدوافع لاطلاق ذاك الوعد فقد قيل أن الباعث الأعظم الذي حقق حلم الصهيونية هو ما رواه (لويد جورج) رئيس الوزارة البريطانية الأسبق في مذكراته عن الدور الذي قام به وايزمان في خدمة بريطانيا إبان الحرب العظمى، وذلك عندما ساعد بريطانيا في استخراج مادة الأسيتون التي تستخدم في صنع الذخائر الحربية التي كانت تستخرج من خشب الأشجار، وكان استخراجها بكميات كافية يحتاج إلى مقادير هائلة من الخشب، وليس في إنجلترا غابات كثيرة تفي بهذه الحاجة، فكانت تستورد من أمريكا، والأسعار ارتفعت.

وأخيراً اهتدى لويد- وكان يومئذ رئيس لجنة الذخائر- إلى أستاذ بارع في الكيمياء وضع مواهبه تحت تصرف بريطانيا، وهو الدكتور (وايزمان) الذي أصبح بعد ذلك مشهوراً، وكان وايزمان مقتنعاً بأن أمل الصهيونية رهين بانتصار الحلفاء؛ فاستطاع بعد بضعة أسابيع أن يستخرج المادة المطلوبة الأسيتون من عناصر أخرى غير الخشب، مثل الحبوب والذرة على وجه الخصوص، وبذلك حلَّ لبريطانيا أعوص مشكلة عانتها أثناء الحرب.
ورفض الدكتور (وايزمان) كل جزاء مقابل عمله ، وكل ما اشترطه هو أن تصنع بريطانيا شيئاً في سبيل الوطن القومي اليهودي ، وتم ما اراد .

هذا ما قيل، ولكن الموضوع اكبر من هذا وشبهه.

هذا بخصوص وعد بلفور، اما بخصوص الوعد الالهي في القران المجيد، فهو قول الله المتعال: {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا• فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا • ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا• إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}

وقد قيل الكثير حول المراد بالافسادين وبالوعدين، كقصة نبوخذ نصر وتخريبه بيت المقدس، وقصة قيصر الروم (اسييانوس ووزيره طرطوز)، وقصة قتل النبي زكريا (ع) ومجموعة من الانبياء، وقصة بني اسرائيل بعد تحريرهم من بابل، وقصة ملك الروم انطاخبوس مع بني اسرائيل.

وهذا بخصوص الاقوال حول تحقق الافسادين والوعدين بالماضي، وهناك من قال بتحقق ذلك في المستقبل وباحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد رجحوا بأن وعد الاخرة لم يأت بعد، فقد افسد الصهاينة أيما إفساد وتحقق وعد الاخرة يقتضي القضاء.

*توفيق حسن علوية - كاتب وباحث من لبنان

24

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 4 نوفمبر 2017 - 14:48 بتوقيت مكة