خاص الكوثر_فلسطين الصمود
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد نفدت أرصدة مئات الأصناف الدوائية الأساسية، إضافة إلى نقص شديد في المستلزمات الطبية، الأمر الذي يهدد بتأجيل أو إلغاء أكثر من عشرة آلاف عملية جراحية، ويؤثر بشكل مباشر على مرضى غسيل الكلى الذين يفتقدون العلاجات اللازمة لاستمرار حياتهم.
وأفادت الجهات الطبية الرسمية بأن آلاف الأطفال دون سن الخامسة باتوا مهددين بسوء تغذية حاد، فيما سُجلت وفيات لمرضى نتيجة عدم توفر العلاج ومنعهم من مغادرة القطاع لتلقي الرعاية الطبية. كما توقفت أعداد كبيرة من عمليات العظام بسبب غياب المستلزمات الضرورية، في وقت تشهد فيه المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية حالة انهيار شبه كامل.
اقرأ ايضا:
وتحذّر مصادر طبية من أن هذه الأرقام، التي وُصفت بأنها “صادمة”، تنذر بمستقبل صحي خطير في القطاع، مع ازدياد احتمالات انتشار أمراض مزمنة ومستعصية، مؤكدة أن الأزمة لا تتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل بضرورة فتح المعابر وإدخال الأدوية والمعدات الطبية بشكل عاجل.
وفي السياق ذاته، عبّر عدد من الأطباء والناشطين عن حجم المأساة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث قال الطبيب فايز أبو شمالة إن سكان غزة “يعيشون في كرب شديد”، داعيًا الأمة العربية والإسلامية إلى عدم التخلي عن القطاع، ومؤكدًا الحاجة إلى الدعم الإنساني والمعنوي على حد سواء.كما دعا ناشطون إلى توفير كرفانات سكنية عاجلة للعائلات النازحة، في ظل ظروف معيشية قاسية داخل خيام لا تقي من البرد ولا تحمي من الرياح، حيث يجتمع الجوع القاسي مع انخفاض درجات الحرارة، ما يضاعف معاناة السكان.
وتزامن ذلك مع تداول صور توثّق حجم الدمار والمعاناة الإنسانية، من بينها صور لأطفال قضوا خلال العدوان الإسرائيلي، في مشاهد وُصفت بأنها تجسّد المأساة التي يعيشها المدنيون، وتسلّط الضوء على الاستهداف المستمر للأطفال والمرضى والطواقم الطبية.
ويؤكد مراقبون أن ما يشهده قطاع غزة يمثل “حربًا من نوع آخر”، عنوانها التجويع والانهيار الصحي، في ظل عجز دولي متواصل عن وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة.