خاص الكوثر_قضية ساخنة
وأوضح الباحث السياسي فراس فرحات أن الولايات المتحدة لا تكتفي بالهيمنة الاقتصادية على القارة اللاتينية، بل تعمل أيضاً على إعادة إنتاج خطاب “الأمن القومي” لتبرير تدخلاتها، مستشهداً بالتصريحات الأميركية التي تربط أي تحرك ضد فنزويلا بمحاربة الإرهاب أو المخدرات أو الهجرة، رغم أن حجم هذا التهديد لا يبرّر السلوك الأميركي العدائي تجاه كاراكاس.
اقرا أيضا:
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تسعى إلى إيجاد “ممرات ومعابر جديدة” لتعزيز نفوذها الاقتصادي، إضافة إلى السيطرة على مصادر الطاقة والمواد الخام التي تزخر بها القارة اللاتينية، معتبراً أن فنزويلا باتت هدفاً مباشراً لهذه الاستراتيجية لما تملكه من ثروات هائلة في مجال النفط والمعادن.
ولفت فرحات إلى أن التوجه الأميركي يحمل ملامح عقيدة تدخلية قديمة، سبق أن نُظّر لها رؤساء أميركيون سابقون، قائلاً إن تصريحات الناطقة باسم الخارجية الروسية حول "استراتيجية أميركية جديدة" تؤكد أن واشنطن تعيد إنتاج سياسات مشابهة لما طرح سابقاً حول حق التدخل في شؤون دول أميركا اللاتينية بذريعة حماية الاستقرار.
وفي ما يتعلق بتهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفنزويلا، اعتبر فرحات أنها لا تعبّر بالضرورة عن قوة أميركا، بل قد تكون محاولة لتصدير الأزمات الداخلية نحو الخارج، مؤكداً أن الظروف الدولية تغيّرت، وأن فنزويلا ليست دولة ضعيفة بفضل التحالفات الإقليمية والدولية التي تدعمها، مثل روسيا وإيران ودول أخرى.
وختم فرحات بالقول إن الولايات المتحدة تعمل على “فرض الخضوع بالقوة” على دول أميركا اللاتينية، في إطار مشروع أوسع يمتد إلى الشرق الأوسط ويشمل تعزيز التحالفات مع إسرائيل، معتبراً أن كل تلك السياسات تأتي ضمن خطة أميركية واضحة للسيطرة على الاقتصاد العالمي وإعادة رسم النفوذ الجيوسياسي.