خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال محمد غروي : عندما نتناول سلوك العدو الصهيوني—الذي تُعدّ الغدر والخديعة من أبرز سماته—فإنّ كل الاحتمالات تبقى واردة، فالعدو الذي يفعل ما يفعله في سوريا، وما ارتكبه في غزة،وأنه يسعى إلى استكمال مشروعه الكبير المسمّى بـ"إسرائيل الكبرى"، باتجاه لبنان ومناطق أخرى في المنطقة.
واضاف: تحركات الاحتلال الحالية تُعدّ عملية تطوير يومي لقدراته العسكرية والأمنية، وهو دائمًا يعتمد سياسة "الهروب إلى الأمام" لفرض السيطرة على الأمن والأجواء في لبنان وسوريا والمنطقة ككل، يحاول الاحتلال أن يظهر بمظهر المسيطر، وأنه المنتصر في كل الحروب، ويسعى لاستثمار الانقسام السياسي والأمني والعسكري ليُبقي ما يسميه “حالة الانتصار” قائمة، وبالتالي يفرض واقعًا جديدًا قد يشمل قضم مزيد من الأراضي سواء في لبنان أو سوريا.
اقرأ ايضا
واكمل غروي: لا تبدو هذه المناورات مجرد تدريبات تطويرية فقط، رغم أن جانبًا منها موجّه لطمأنة المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، إلا أن اليقظة مطلوبة دائمًا تجاه أي خطط جديدة قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية المجرمة، سواء كانت عمليات توغل أو اغتيالات أو غير ذلك، وهنا يجب على الطرف المقابل، أي قوى المقاومة في المنطقة—وخاصة في لبنان—أن تكون في أعلى درجات الحذر، وهي كذلك بالفعل. خصوصًا بعد كلام الشيخ علي دعموش إذ قدّم خطابًا شديد التأثير على القرار الإسرائيلي. فقد قال كلامًا جديدًا من نوعه، مؤكدًا أنّ العدو يجب أن يبقى حذرًا من ردّ المقاومة لدماء شهدائها. وهذا الكلام ليس مزاحًا، وهو صادر عن رجل يعرف ما يقول، ويدرك حجم وقعه لدى الجانب الصهيوني.
وتابع : أما عن إمكانية أن يلجأ الاحتلال إلى عمليات توغّل محدودة، فأنا لا أعتقد أن لدى الإسرائيلي الجرأة الكافية للدخول برّيًا. لماذا؟ لأنّه، رغم اعتقاده بأنه صنع “حزامًا أمنيًا” في الجنوب اللبناني، فوجئ بصمود المقاومة طوال هذه الفترة وحتى الآن، ورغم احتلاله خمسة أو سبعة مواقع استراتيجية، إلا أنّه ما زال يعيش حالة من الحذر الشديد من أي عملية توغل قد تنفذها قوات "الرضوان" أو غيرها من وحدات المقاومة، وصولًا إلى داخل فلسطين المحتلة، وهذا يعني أنّ العدو، رغم سيطرته الجوية وتفوّقه الناري، لا يزال قلقًا من أي سيناريو بري قد يفتح عليه أبوابًا لا يستطيع إغلاقها.