خاص الكوثر - العشرات
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «أولادكم خُلقوا لزمان غير زمانكم».
وهنا السؤال: هل فهمنا هذه الحكمة؟ وهل تركنا التربية التقليدية بحجة التطور، أم أننا نجهل لغة الجيل الجديد؟
التربية الحديثة لا تعني فقدان الحزم أو المرجعية، بل هي لغة جديدة لجيل يعيش في عالم رقمي ويتفاعل مع القيم بطريقة مختلفة.
الكثير يظن أن التربية الحديثة تعني الامتناع عن العقاب أو رفع الصوت، لكن الحقيقة أن التربية الحديثة من منظور إسلامي وإنساني تعني:
فهم الطفل قبل تأديبه،
أن يكون الكبار قدوة قبل ممارسة السلطة.
اقرأ ايضاً
فالرسول ﷺ قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته».
التربية تبدأ بالرحمة لكنها لا تنتهي عندها، ويجب أخذ المتغيرات الاجتماعية في الاعتبار.
ففي لبنان، مثلاً، ينشأ الأطفال أمام الشاشات، وتغيرت مفاهيم السلطة: صار الطفل يسأل ويجادل، بينما يرى الأجداد أن الطاعة المطلقة أساس الاحترام.
الجيل الجديد لا يرفض التربية، لكنه يرفض:
الأوامر دون اقتناع، التلقين دون حوار، التخويف دون فهم.
هذا الجيل يريد الاحترام، والشرح، والمشاركة في القرار، بعيدًا عن التربية العسكرية أو الفوضوية.
الأساليب الحديثة تهدف إلى التوجيه المنضبط والحوار بالحزم، مع الحفاظ على التوازن بين الحزم والرحمة.
الدراسات أكدت أن التربية الإيجابية المؤسسية تقلل من السلوكيات الخطرة لدى المراهقين وتعزز ثقتهم بأنفسهم، بينما يرى الأجداد في هدوء الأب والأم ضعفًا، رغم أنه يعكس قوة تربوية ناعمة.
النتيجة: جيل اليوم يتربى، لكنه بلغة مختلفة.
هل نحن قادرون على فهم هذه اللغة وتبني أساليب حديثة، أم سنظل نعيد الطرق القديمة ونشتكي من النتائج؟