خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الدكتور شعت : ترامب لا يغامر بمستقبله السياسي، فهو أولًا لم يُنتخب لولاية ثالثة، وحتى لو فكر في ذلك فالقوانين الأمريكية لا تسمح. وثانيًا، بدفاعه عن نتنياهو وجرائمه إنما يدافع عن موقف أمريكي راسخ يقوم على دعم الكيان الصهيوني وتعزيز عنفوانه وإطلاق شراسته في المنطقة، وقد رأينا كيف شملت هذه السياسة حتى ضرب دولة قطر، رغم أنها تضم قاعدة عسكرية أمريكية، في إشارة واضحة إلى أن الهيمنة الأمريكية في المنطقة تُدار من خلال الكيان الصهيوني.
اقرا أيضاً
وتابع : أما عن الرؤساء الديمقراطيين، فمواقفهم لم تختلف عن الجمهوريين. الرئيس جو بايدن، مثلًا، لم يتراجع عن أي من سياسات ترامب، بل أبقى على:
إلغاء الاتفاق النووي مع إيران رغم أنه ثمرة مفاوضات خمس سنوات بين خمس دول كبرى وألمانيا، وكذلك لم يلغي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها "عاصمة أبدية للكيان"، وكذلك دعم ضم الجولان للكيان الصهيوني، بل ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن "إسرائيل دولة صغيرة ويجب أن تتوسع"، أي أنه شرّع هجماتها على لبنان وسوريا، وفتح الباب أمام ضم الضفة الغربية مستقبلًا.
واضاف الخبير في الشوؤن الدولية: وفي حرب غزة الأخيرة، كانت رسالة الإدارة الأمريكية والغربية منذ 8 أكتوبر واضحة: تفويض مطلق للكيان الصهيوني لشن حرب الإبادة، حتى عندما تحدث بايدن في مايو 2024 عن "خط أحمر" في رفح، تجاوزه نتنياهو، فتحولت المدينة إلى أنقاض وصحراء، وهُجّر أهلها وقُضي على معالمها، إذن، لا يوجد أي تناقض جوهري بين السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الديمقراطيين والجمهوريين؛ فكلاهما ينفذ سياسة واحدة عنوانها خدمة الصهيونية، كما قال الرئيس الكوبي الراحل "فيدل كاسرو" عندما سُئل: "من تفضل: كينيدي أم نيكسون؟" فأجاب: "الاثنان ينفذان سياسة واحدة، عنوانها الصهيونية.
وختم الدكتور صائب شعث حديثه بالقول : ما يقوم به نتنياهو لا يمكنه الاستمرار طويلًا؛ فهو عاجز عن الصمود، وقد شاهدنا كيف تمكن أقل من ألفي مقاتل فلسطيني من ضرب جدار العزل والخروج من "سجن غزة الكبير"، فسقطت أسطورة الهيمنة والعربدة، وباتت هشاشة الكيان واضحة، حتى هرع الغرب بأكمله لدعمه.