خاص الكوثر - فلسطين الصمود
تشير تقارير متطابقة إلى أن إسرائيل وسّعت من نطاق عملياتها العسكرية خارج قطاع غزة، لتطال كلًا من اليمن وقطر، وسط تزايد في التوترات الإقليمية. في اليمن، التي تُعرف بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين، أُبلغ عن ضربات جوية صهيونية استهدفت مناطق مدنية، من بينها حدائق عامة كانت تشهد تواجد أطفال وعائلات. وأظهرت مشاهد ميدانية دمارًا طال مدينة ألعاب صغيرة في أحد البساتين، ما يشير إلى أن الاستهداف لم يكن انتقائيًا، وأدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
هذا الهجوم جاء رغم أن اليمن لم تعلن خوضها مواجهة مباشرة مع إسرائيل، بل اقتصرت تحركاتها على الدعم الإعلامي واللوجستي للفصائل الفلسطينية، مما يطرح تساؤلات حول مدى قانونية الضربات واستهدافها لمناطق لا تشكل تهديدًا عسكريًا مباشرًا.
وفي تطور موازٍ، استهدفت إسرائيل اجتماعًا لحركة حماس في دولة قطر، ما اعتُبر تجاوزًا للخطوط الحمراء الدبلوماسية، وانتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة الخليجية التي لم تكن في حالة صدام مباشر مع إسرائيل. هذا القصف أسفر عن مقتل عدة أشخاص كانوا حاضرين في الاجتماع، ويُعتقد أن من بينهم قيادات ميدانية من حماس.
إقرأ أيضاً:
المحللون يرون أن هذه الضربات تعكس تحوّلًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، التي باتت تنفذ ضربات استباقية في عمق الأراضي العربية بزعم محاربة "التهديدات الإقليمية"، وهو ما يتقاطع مع خطاب سياسي متشدد يدعو لتحقيق ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى"، متجاهلًا القوانين والمواثيق الدولية التي تجرّم الاعتداء على أراضي دول ذات سيادة.
كما تأتي هذه العمليات بعد تهديدات صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ألمح إلى أن "الخطر لا يقتصر على جبهة غزة فقط"، مؤكدًا في تصريحات مثيرة للجدل أن إسرائيل "لن تتهاون مع أي دعم إقليمي لحماس، أيا كانت هويته".
الردود العربية ما زالت تتوالى، حيث أدانت عدة دول هذه العمليات، معتبرة إياها تصعيدًا خطيرًا يهدد الأمن القومي العربي، ويضع المنطقة على حافة مواجهة شاملة.