خاص الكوثر - العشرات
تحتضن إيران على مدار العام مجموعة متنوعة من المهرجانات التي تعكس غنى ثقافتها وعمق تراثها، تبدأ مع مهرجان نوروز، الذي يُعتبر الحدث الأبرز بمناسبة حلول السنة الفارسية الجديدة، ويعود تاريخه إلى أكثر من 3000 عام. يحتفل به الإيرانيون مع قدوم الربيع عبر تزيين المنازل، تحضير "سفره هفتسين"، والاجتماعات العائلية، حيث تمثل العناصر الرمزية على المائدة مفاهيم التجديد والنماء.
يلي ذلك مهرجان مهركان (مهرگان)، المرتبط بالاعتدال الخريفي، والذي يعكس شكر الإنسان لخيرات الطبيعة وتعزيز الروابط الاجتماعية. أما ليلة يلدا (شب یلدا)، فتُعد أطول ليالي السنة، وتحيي مفاهيم فارسية قديمة حول صراع النور والظلام، حيث تجتمع العائلات لتبادل القصص، والأشعار، وتناول فواكه رمزية كالرمان والبطيخ.
من طقوس التحضير لنوروز، يبرز مهرجان چهارشنبهسوري، أو "أربعاء النار"، حيث يقفز المحتفلون فوق النيران رمزًا لتطهير النفس من الطاقات السلبية واستقبال العام الإيراني الجديد بنقاء وأمل.
إقرأ أيضاً:
أما يوم سيزده بدر (اليوم الثالث عشر من السنة الفارسية)، فهو يوم مخصص للخروج إلى الطبيعة والاحتفال بجمالها، حيث تمارس العائلات أنشطة ترفيهية في الهواء الطلق، تعبيرًا عن احترام الطبيعة والتواصل معها.
في فصل الربيع، مهرجان طهران للزهور يزين الحدائق بألوان خلابة، ويجمع بين العروض الفنية والفعاليات البيئية، بينما يُعد مهرجان تقطير ماء الورد في كاشان تجربة حسية وروحية فريدة، حيث تُنتج كميات ضخمة من ماء الورد من خلال تقاليد عريقة متوارثة منذ قرون.
إلى جانب هذه المهرجانات الموسمية، تشهد إيران مهرجانات فنية وسينمائية مرموقة، وأخرى دينية كإحياء ذكرى عاشوراء وعيد الأضحى، بما يعكس توازنًا بين الهوية الدينية، الوطنية، والفنية للشعب الإيراني.