خاص الكوثر - عراق الغد
قال يحيى حرب: الحقيقة أن هذه المشاهد لم تكن مفاجئة؛ بل تعبّر عن الهوية الحقيقية للشعب العراقي، تمامًا كما هي حال الشعب اللبناني، والفلسطيني، واليمني. وما يجب التنبيه إليه، هو أن الإعلام الصهيوني والمتصهين كان يسعى منذ فترة لزرع فكرة الانفصال والتباعد بين ساحات محور المقاومة، محاولًا تضخيم أي خلاف أو ملاحظة هنا أو هناك، بهدف ضرب وحدة الموقف، ذلك لأنهم يدركون جيدًا أن وحدة هذه الساحات، وتلاحم شعوبها، هو الحاجز الأهم في وجه مشاريعهم، والعقبة الحقيقية أمام أي نصر صهيوني أو تغيير في قواعد الاشتباك والخريطة السياسية للمنطقة.
واكمل المحلل السياسي : برهنت الشعوب العربية والإسلامية أن محور المقاومة ليس مجرد تحالف عسكري أو سياسي، بل هو وجدان شعبي عابر للحدود، موجة التضامن الواسعة مع إيران لم تقتصر على المنطقة، بل شملت مختلف أنحاء العالم، من الحركات الشعبية والناشطين والمؤسسات وحتى وسائل التواصل، في مشهد يعكس وعيًا عميقًا بأن إيران كانت في عين العاصفة، وأن العدوان عليها كان متعمَّدًا، بلا أي مبرر قانوني أو أخلاقي أو سياسي، لا من نتنياهو ولا من ترامب.
اقرأ ايضاً
واضاف حرب : أن حركة الجماهير الشعبية سبقت حتى مواقف الحكومات. ومع أن بعض الحكومات – مثل باكستان وتركيا ومصر والسعودية – أبدت تضامنًا مع إيران بشكل مباشر أو ضمني، فإن الزخم الشعبي هو ما عبّر بصدق عن وجدان الأمة.
وتابع ضيف البرنامج : أما الشعب العراقي، فله خصوصية في هذا السياق: أولًا، لصلته الوثيقة بالقضية، وثانيًا لكونه الجار الأقرب لإيران، مما يجعل أي عدوان على الجمهورية الإسلامية شأناً عراقيًا أيضًا، سواء من حيث التهديد أو التأثير، من هنا، جاءت انتفاضة الشعب العراقي، بمكوناته كافة: المرجعية الدينية، الفصائل، النخب، والحكومة، لتؤكد أن كل الوجود الأمريكي في العراق، رغم ثقله، لم يتمكن من فصل الشعب العراقي عن حليفه الطبيعي لم ينجح في عزل هذا الشعب عن موقفه الإنساني والعاطفي والسياسي تجاه إيران.