خاص الكوثر - احكام الاسلام
وقال الشيخ قصير: معاوية، وبعد إدراكه العميق لخطورة ما يمكن أن يحدث إن وصل مالك الأشتر إلى مصر، عمد إلى اتخاذ قرار بالغ الخطورة. فقد علم أن مالك، إذا ما تولى إدارة شؤون مصر وطبق عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فستتحول هذه الولاية إلى أعظم نموذج يُحتذى به في تحقيق العدالة والإنصاف على مستوى العالم بأسره.
اقرأ ايضاً
اكمل الشيخ قصير: لقد كان معاوية يدرك أن نجاح هذا العهد الإداري والسياسي سيقلب موازين الحكم والسلطة، ويكشف زيف النماذج الظالمة التي كانت سائدة. لذلك، لم يتردد في التآمر عليه، ودس له السم، فاستُشهد رحمه الله.
واضاف استاذ الدراسات العليا: ورغم ذلك، فإن العهد الذي كتبه أمير المؤمنين إلى مالك الأشتر لم يُنسَ، بل بقي محفوظًا ومصدر إلهام للأجيال. واليوم، وبعد مرور قرون على كتابته، نُقل أن منظمة الأمم المتحدة نفسها تعتبر هذا العهد من أعظم الوثائق الإدارية التي وُضعت لتأسيس مجتمع عادل .