خاص الكوثر - حياة بعد الحياة
كنت في مسافة غريبة عن كل شيء، أرى الجميع من بعيد وهم فرحون. أثناء سفري إلى وادٍ مدهش، رأيت أطفالًا يمرحون، وفوقهم كرات متحركة تحمل فرقًا من المغنين الملائكيين. مع كل أنشودة، كانت تنتشر مشاعر الشعر، الشوق، والحب، كما لو أن الكون كله يهتز بها، أدركت أن هذا المشهد كله، هذا التناغم، ما هو إلا تجلٍ لقدرة الله ووحدته. شعرت أن كل شيء مترابط: الحب، العلاقة، الهدف... كانت كلها أجزاء من صورة واحدة، رسالة تقول إننا نساهم في نمو بعضنا البعض.
اقرأ ايضاً
وتابع الدكتور الكساندر: رأيت الفراشات، أجنحتها بدت لي وكأنها نسيم إلهي. شعرت بقوة عاطفية عميقة، وعندها رأيت رجلاً جالسًا في صمت، بزي بسيط، ينظر إليّ نظرة حب صافية. لم يتكلم، لكنه خاطبني بروحه. شعرت برسالة واضحة تصلني منه، ليس بالكلمات، بل بالإحساس، قال لي: "أنتم تحبون حبًا عظيمًا، وسوف تكرمون إلى الأبد. لا تخف، أنتم محروسون، ولا تستطيعون ارتكاب السيئات، فطبيعتكم الأصلية نقية".
واضاف الدكتور الكساندر: أكثر ما لمسني من كلماته هو تلك الجملة: "لا يمكنكم أن تكونوا سيئين". لقد شعرت بها في أعماقي، وذكرتني بتجربة كتبت عنها من قبل في كتابي شاهد من الجنة، رغم أن البعض أساء فهمها، في تلك اللحظة، شعرت بأن كل ما عشناه من نقص أو خطأ يظهر بوضوح، لكن في حضرة الحب الإلهي، يظهر أيضًا الجانب الشافي منه. الحب، كما أدركت، هو القوة التي تشفينا، سواء عبر الاتصال بالعالم الإلهي أو من خلال أناس مثلنا يحملون هذا النور.
وختم الدكتور الكساندر حديثه بالقول: تأكدت حينها أن الحب هو الحقيقة الأعمق في كل التجارب القريبة من الموت، إنه ما يجمعنا بأرواح من فقدناهم، وهذا بالضبط ما حدث مع امي.