خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الشيخ غازي حنينة إن وحدة الساحات ووحدة الصف ليستا مجرد خيار استراتيجي، بل هما من سنن الله التكوينية في الكون، حيث نرى أن التجمع والوحدة هما أساس البقاء والنصر حتى في المخلوقات الأخرى. فالنمل مثلاً، إذا اتحد وتكاتف، استطاع أن يحمي نفسه ويحفظ حياته في باطن الأرض، فكيف بالإنسان وهو أعلى مخلوقات الله؟ فوحدة الموقف هي ركيزة أساسية من ركائز النصر وعلينا أن نعمل على تحقيقه.
إقرأ أيضاً:
وأضاف الشيخ حنينة ان التاريخ الإسلامي يشهد الهزائم العديدة وهي كانت نتيجة الفرقة والتشتت والشرذمة، بينما الانتصارات جاءت بالوحدة. الأندلس خير مثال: حين كان المسلمون متحدين، بنوا حضارة عظيمة، وعندما تفرقوا، استعان بعضهم على بعض بعدوهم، فسقطوا. الدولة العثمانية (مع كل ما فيها من نقائص) كانت تمثل كيانًا يجمع المسلمين، وعندما انقلب بعض العرب عليها بحجج واهية (كادعاء "التتريك")، سقطت الأمة في الفخ الاستعماري. في تلك المرحلة الحرجة، أدرك مراجع الشيعة وخطباء النجف أهمية وحدة الموقف، فكانوا مع الدولة العثمانية رغم كل شيء، لأنهم فهموا أن الفرقة تعني الهزيمة.