خاص الكوثر - حياة بعد الحياة
وقال السيد حجت امير واقفي: سمعتُ ذلك، فمزقتُ ثيابي ورميتها دون تردد، بينما تردد الأشخاص الذين كانوا حولي في فعل ذلك. كانوا يتساءلون: "لماذا نخلع ثيابنا؟ هل يجب أن نخلعها أم لا؟" لكنهم لم ينتظروا الإجابة، فأمسكوا بيدي وغادرنا، بينما بقي أولئك الذين ترددوا في خلع ملابسهم في الأرض.
وأردف: سحبتُ معي هؤلاء الرجال، الذين كانوا واحدًا وعشرين شخصًا، في الطريق الذي كنا نسير فيه. شعرتُ كما لو كنت أعرفهم منذ سنوات، رغم أنني لم أكن أعرف إلا ثلاثة أو أربعة منهم. ومع ذلك، شعرتُ بصداقة عميقة تربطني بهم، وكأننا أصدقاء منذ زمن بعيد. كانت المحادثات بيننا ودودة وحنونة، وطمأنوني بأنني بخير.
إقرأ أيضاً:
وتابع السيد واقفي: كلما استمعتُ إليهم أكثر، ازداد حماسي واشتياقي. منذ اللحظة الأولى التي رأيتهم فيها، شعرتُ بأنني أنتمي إليهم. كانت هذه الجماعة تنتمي لي، وقد جاءوا ليأخذوني إلى حيث أنتمي. لم يكن لدي أي شك في ذلك، ولم أشعر أبدًا بأنهم من عالم الدنيا. لم تكن هناك مقارنة بينهم وبين الأشخاص العاديين.
وأضاف ضيف البرنامج: عندما ننظر في عيون الناس، نفهم إن كانوا صادقين أم لا، وننتبه إلى ما يقولونه لنفهم الدوافع الكامنة وراء كلامهم. ولكن مع هؤلاء الأشخاص، شعرتُ بالخلوص والصفاء طوال الطريق. كانوا بلون واحد: لون الصداقة والمحبة والصفاء. لم يكن هناك أدنى شك في نواياهم أو في المكان الذي سيأخذونني إليه.
واختتم السيد واقفي قوله: كانت المحبة هي الصفة الأبرز بينهم، وكانت أوضح من أي شيء آخر. شعرتُ بأنني في أحضان أشخاص نقية قلوبهم، مليئة بالصدق والصفاء. في هذا الطريق، لم أكن أشعر بالزمان أو المكان، أو حتى بالليل والنهار. كانت رحلة إلى عالم من الصفاء والمحبة، حيث لا مكان للشك أو الخوف.