وقال صالح في لقاء تلفزيوني اجراه على قناة الفرات الفضائية، ان'الوضع يغلي في محافظة كركوك ومتأزم وفيه مؤشرات غير واضحة، فهي مدينة للتعايش ولا اريد ان ابرر تصرفات البعض، ولكن تبقي كركوك لجميع المكونات وان الاشتباكات صغيرة في المحافظة؛ لكنها كبيرة، فهناك من يريد الاصطياد في الماء العكر' .
وأضاف ان' قضية محافظ كركوك نجم الدين كريم لدى المحكمة الاتحادية، وان الاتحاد الوطني الكردستاني سيطرح بديلا عنه، لأننا لا نقبل للمتربصين دفعنا الى الهاوية' .
واكد صالح 'نحن نعيش لحظة خطيرة في تاريخ البلد، وخرجنا للتو من دوامة عصابات داعش الارهابية، وماعانه الشعب من ويلات داعش، حيث تلاحمت جميع المكونات العراقية ضد الارهاب، ونحن نمر بلحظة خطيرة وعصيبة تتطلب من عقلاء القوم التوافق بيننا من اجل منع الصدام المسلح فالمعلومات المتوفرة لدي ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سيلتقي بقيادة الإقليم غدا، لبحث دعوة المرجع الديني الأعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) في الاحتكام الى الدستور' .
ولفت 'حصلت الكثير من السجالات ويجب الاحتكام الى الدستور والذهاب الى بغداد لاستمرار الحوار، فالامر الحالي غير مقبول من قبل الطرفين فهذا لا يفيد الكرد والعرب' .
وتابع ، ان' القيادات الكردستانية في معرض حوارها رحبت كثيرا بدعوة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) ومبادرة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي' .
واشار الى ان'المرجعية العليا في النجف الاشرف قالت كلمتها بالرجوع الى المسار الحواري وفق الدستور'، كاشفا' عن استمرار حواراته مع القيادات السياسية في بغداد'.
,تابع 'هناك من يؤجج وهناك من يدعو للحوار وانا أقول لعقلاء القوم والمسؤولين يجب التوجه للحوار في بغداد بالتحديد وليس في أي بلد اخر، والحل والتوافق يجب ان يكون في بغداد، فهناك مشكلة ازلية بين الإقليم والمركز وضروري الابتعاد عن تأجيج هذا الموقف، انا أأمل من كلا الطرفين الانصياع الى صوت العقل والحكمة'، لكن السياسة تريد افساد النسيج الاجتماعي، فالمهم اليوم ان نتجاوز الاستفتاء والذهاب للحوار' .
واستطرد صالح 'عادة ما تبدأ مثل هذه الحروب بشرارة صغيرة وتنتهي الى كوارث نعاني منها.
وتابع 'هناك اراء مختلفة في كردستان ونقاش وسجال داخل الوضع الكردي حول عملية الاستفتاء، وكانت هناك تحذيرات، لكن بسبب إصرار القيادات السياسية في الإقليم توجهنا الى الاستفتاء ولفت الى ان'البيشمركة والحشد الشعبي كانا يقاتلان بالأمس في خندق واحد واهل الفرات لن يقبلوا بالاقتتال فيما بينهم، وبذلك فهناك من يعتاش على الازمات ويتكلمون عن الحرب ويأججون الوضع فيما بينهم'، مشددا ان' وقود الازمات هم العراقيين البسطاء الذين يستشهدون في ساحات الوغى ويقتلون في الانفجارات، ان الشعب الكردي يريد حل الازمات والابتعاد عن لغة التجويع والترهيب والعقوبات وإيجاد تأمين لدفع رواتب الناس في الإقليم' .
وتابع، ان' الحرب على داعش مكلفة بالاضافة لسوء الإدارة والفساد في الإقليم وبغداد'، مؤكدا ان' هناك اهتماما دوليا غير مسبوق بالعراق، فلنذهب الى العالم ونطالب بالاستثمارات لإعمار العراق واستكمال المشاريع العملاقة' .
وحول انشقاقه عن الاتحاد الوطني الكردستاني وتأسيسه تحالفا برئاسته أوضح صالح ان' الاتحاد منذ تشكيله تعرض لانتكاسات ولدي اختلاف على نهج وسياسة الاتحاد، وجلال طالباني كان بمثابة الزعيم الذي اخذ بيدي وكنت أتمنى ان يكون الاتحاد على ماغير عليه اليوم، وارتأيت مع مجموعة من الأصدقاء والتيارات تشكيل تحالف جديد اسميناه (تحالف من اجل الديمقراطية والعدالة) وسنتنافس خلال الانتخابات البرلمانية في كردستان' .
واستطرد 'لاشك ان طالباني زعيما تاريخيا وافتقده زعيما وعما واستاذا ولو كان موجودا لاستطاع جمع الفرقاء على طاولته، وكان كرديا بمعنى الكلمة لكنه كان واعيا لهذه اللحظة'، لافتا ان 'قوة بغداد قوة لنا وقوة كردستان قوة لبغداد، شئنا ام ابينا، ونحن موجودين في هذه المنطقة ومصالحنا مشتركة ولا حل لدينا سوى التواصل عبر الحوار' .
واكد ان'ايران دولة مهمة وجارة ولايمكن انكار دورها في العراق وهي من احتضن المعارضة العراقية ابان النظام البائد، ونتطلع لان نكون دوما في حالة جيرة جيدة معها'، مشيرا 'لكل طرف سياسي عراقي ارتباطات دولية وانا علاقاتي مع ايران وتركيا واوروبا' .
وذكر ان' الأحزاب لها متطلباتها التاريخية، والوضع الحالي يحتاج الى تشكيلات جديدة وسياقات تنسجم مع تطلعات الناس، وهذا مانشهده على الصعيد العراقي كخروج تيار الحكمة وغيره، فالأحزاب التي شكلت لها تاريخ ولكن المجتمع يتغير' .
لافتا ان' التحالف الشيعي الكردي المبني على اقصاء السنة يعد فاشلا وان كان العكس فهو فاشل ايضا، وانا التقيت بالمراجع في النجف الاشرف جميعا وكانوا يؤكدون في كل مرة بكلمة واحدة (اياكم واقصاء طرف)' .
101/24