بقلم : مصدق مصدق بور
خبير في شؤون الشرق الاوسط
يبدو ان التحذيرات الاقليمية والدولية من خلق واقع سياسي جديد على خارطة الشرق الاوسط اعطت أكلها وان بوادر احتمال ارجاء الاستفتاء اللادستوري على خطة انفصال كردستان عن الجسد العراقي اصبحت تتكشف شيئا فشيئا.
المكتب الرئاسي العراقي ،اعلن توصل الرئيس فؤاد معصوم الذي يحمل مبادرة لحل الازمة الى اتفاق مع رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني في السليمانية يقضي بارسال وفد رفيع الى بغداد، وكشف المكتب ان الجانبين اخذا بعين الاعتبار ضرورة الاحتكام إلى الحوار البناء لتجاوز القضايا الخلافية خاصة اذا كانت تمت بصلة الى السيادة العراقية ووحدة اراضي العراق
وخلال اللقاء الذي حضره عدد من قيادات الأحزاب الكردية، استعرض معصوم مبادرته والجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي لحل القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد واربيل
وضمن محاولة لتهدئة الاجواء المشحونة بالتوتر، قال رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني حول قرار الاستفتاء المثير للجدل: إن الاستفتاء ليس لرسم الحدود، كما لا يعني اعلان الاستقلال في اليوم الثاني من العملية.
بموازاة ذلك جددت تيارات كردية منها حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية رفضها لاجراء الاستفتاء في الوقت الراهن واعتبرت افيبيان مشتركان ذلك سيشكل خطراً على مستقبل شعب كردستان، ودعت االأطراف السياسية إلى الاستجابة للمبادرات الدولية لتأجيل الاستفتاء.
في الوقت ذاته ، جدد رئيسُ الوزراء العراقي حيدر العبادي رفضه التام لأي شكل من أشكال الاستفتاء .
وخلال لقاء صحافي قال العبادي إن الاستفتاء مرفوض سواء الان او في المستقبل، فيما ترك الاحتمالات مفتوحة حيال مسألة التدخل العسكري في كركوك مؤكدا ان شرطة المحافظة لديها اوامر باداء واجبها في حفظ الامن في حال تعرض العراقيون للخطر.
ويرى مراقبون ان الانفصال اذا حصل سيهدد بفوضىً واعمال عنف وحرب لا تخدم العراقيين الذين بدأوا للتو تنفس الصعداء بعد هزيمة داعش.