الوهابية والإرهاب الاقتصادي!

الثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 12:12 بتوقيت مكة
الوهابية والإرهاب الاقتصادي!

في ظل ما تعانيه شعوبنا من حرب مزدوجة عليها من الارهاب والقهر الاقتصادي عبر الفساد وعبر العولمة وشروط صندوق النقد، يجدر التأمل في ان وراء الحربين تلعب الوهابية دورا كبيرا فهي بلا جدال فكر تكفيري يستمد الارهابيون بكافة اطيافهم فتاواهم ومبانيهم منه.

ولكن الجانب المهمل هو الجانب الاقتصادي وما يلعبه هذا الفكر في تبرير الظلم الاجتماعي واتساع الهوة بين الطبقات ووأد الجانب الثوري لدى الشعوب وتسويغ النهب المنظم للسلطات وبالتبعية للشركات متعددة الجنسيات وكارتيلات النهب العالمية.

في ظل الموجة الاخيرة من هجمات الصندوق الدولي وفي ظل سياسة ولي العهد القافز بسرعة الصاروخ محمد بن سلمان ورؤيته للسعودية واتباعه صراحة لسياسات الخصخصة والاندماج العالمي وتأثيرات ذلك على شعب المملكة، اتحفنا سعود الشريم بتغريدة تقول ان “غلاء السعر ورخصه لا يغير رزقا قد كتبه الله لك وأنت في بطن أمك، ولو كان الرزق في اﻷرض لهلك الناس،ولكنه في السماء(وفي السماء رزقكم وما توعدون.")، والشريم هو امام وخطيب بالحرم المكي، وعميد لكلية الدراسات القضائية بجامعة أم القرى.

وهو المنشئ لكلّيتين فريدتين في هذه الجامعة إحداهما كلية الدراسات القضائية والأنظمة وثانيهما كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية.

والشريم استقبل تعيين محمد بن سلمان بتغريدة اخرى قالت “نبايع وليَّ العهد صاحبَ السمو الملكي الأميرَ محمدَ بن سلمان على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر، والمنشَط والمكرَه، وأَثَرةٍ علينا”.

أتدرون ما هي كارثة هذا الكلام الخاص بغلاء الاسعار وهذا النوع من غش الدين؟

سنستخدم اقصى مدى من حسن النية (برغم يقيننا بسوء نوايا علماء السلطان): الرجل يقول اننا لا يجب ان نخشى من غلاء الاسعار لان رزقنا مكتوب اي ان الفقير مكتوب عليه الفقر والغني مكتوب عليه الغنى ورزقنا في السماء بمعزل عن الاحتكارات والفساد وصندوق النقد ونهب الملوك والامراء.

ولنسأل الشيخ سعود: ما هي قيمة العمل والسعي للرزق ولماذا قال تعالى “فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور”..ولماذا قال “كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ” ولماذا قال وان شكرتم لازيدنكم؟

ان معنى كلامك المباشر ان لا يعمل احد لان رزقه مكتوب وان معنى كلامك لن يقف على الرزق بل ينسحب على سائر العمل لان كل شئ مكتوب وبالتالي فليفجر الفاجر لانه مكتوب انه فاجر في بطن امه.

انك كاليهود حيث قالوا يد الله مغلولة

انك لا تؤمن بأن الدعاء يغير القدر ولهذا امرنا الله بالدعاء وحثنا الرسول على فضائل الاعمال التي تطيل العمر وتزيد في الرزق وحذرنا من الكبائر التي تجلب الفقر.

من حقك اذن انت وعلماء الوهابية ان تكفروا الازهر وعموم المسلمين لانهم يؤمنون بالدعاء وبالاعمال الفاضلة التي تجلب الرزق وبأن الدعاء يغير القدر وبأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق وبالتالي لا طاعة في الظلم لان الله يأمر بالعدل.

انك تفسر على مقاس الامراء والملوك الناهبين وتبرر للشعوب الاستسلام للفقر باعتبار ذلك امرا الهيا

لماذا نزل الاسلام اذن ليغير الرق والمظالم والاحتكارات؟ وما هي الجدوى ان كان كل شئ قد كتب وانتهى الامر.

ان اجبت انه حجة على الناس فإن الثورة والمطالبة بتغيير المظالم وبالعدالة الاجتماعية واجب وفرض وحجة على الناس..ان الله يأمر بالعدل.

ان رزقكم في السماء لنرفع ايدينا الى السماء لطلب الرزق..ام انك تظننا نرفع ايدينا لان الله في السماء كما تتصوره انت وعلمائك وتحدد مكانه لا كعقيدة باقي المسلمين الذين يعرفون ان الله لا يحده زمان او مكان!

هذه هي الوهابية التي تكفر الازهر وجميع المذاهب وهذا هو جوهرها ولهذا تتمسك بها الملوك ولهذا تتحالف معها ولهذا قادت من اتبعها للظلم والارهاب.

ان خليجنا وسائر اوطاننا العربية والاسلامية لن تتحرر من المظالم ولن تتخلص من الارهاب مادامت تقاد بهؤلاء المدعين للعلم والذين يمثلون اقلية في السعودية نفسها وفي سائر الشعوب ولكنهم تحكموا وحكموا بالمال والارهاب وسطوة الاعلام وبتخاذل الاخرين مما سمح لهم بقوة استمدوها من ضعف وتراخي الاخرين.

ألم يأن للأزهر ان يزيل الغشاوة ويتغلب على الاختراق ويقول كلمة حق في صناع الارهاب وصناع الاحتكارات وخدمة الملوك الذين أفسدوا القرى وجعلوا أعزة أهلها اذلة؟

بقلم : احمد شوقي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 11:46 بتوقيت مكة