وأكد المصدر الذي طالبَ بعدم الكشف عن اسمه أن الغوطة وبعد دخولها اتفاق تخفيف التصعيد ستشهد تغيرات على كافة الأصعدة، موضحاً "أعتقد أن اتفاق وقف القتال في غوطة دمشق الشرقية سينجح بسبب موافقة أهم المجموعات المسلحة على بنوده ما يعطي مؤشرات إيجابية على استمراريته وربما سيكون له اتفاقيات جانبية سيتم الإعلان عنها لاحقاً".
وعن حقيقة الإفراج عن المعتقلين لدى المجموعات الارهابية في "سجن التوبة" التابع لمايسمى بـ "جيش الإسلام" بمنطقة دوما أكد المصدر أن تفاصيل العملية ستبقى سرية حتى لا يتم الضغط على أي مجموعة من الدول الراعية لهم، منوهاً أن "هناك بشائر قريبة ولجميع الأطراف في سورية إن صح التعبير، حيث أن العملية ستكون إيجابية بكل معنى الكلمة".
و"سجن التوبة" كما أسماه مايسمى "جيش الإسلام"، هو سجن تابع للدولة السورية كان مخصصاً للنساء قبل أن يتخذه ما يدعى ب "جيش الإسلام" كسجن للزج بمن يعتقلهم منذ سيطرته على دوما، ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد المعتقلين والمختطفين فيه ويتوقع أن يتجاوز عددهم 5 آلاف شخص بين مدني وعسكري، يتم تعذيبهم وتشغيل معظمهم بحفر الخنادق والأنفاق ضمن الغوطة الشرقية.
من جهة ثانية، تدخل اليوم أول قافلة تحمل مساعدات إنسانية بما فيها المواد الغذائية والأدوية، إلى سكان الغوطة، كما ستقوم بإجلاء المرضى والمصابين لكي يتلقوا العلاج في المؤسسات الطبية المختصة..
وكانت قد دخلت الغوطة الشرقية يوم السبت الماضي ولأول مرة في اتفاقية لـ "تخفيف التوتر" بين الدولة السورية والمجموعات المسلحة، وذلك بوساطة مصرية ورعاية روسية.
ووقع على الاتفاق مسلحي مايسمى بـ "جيش الإسلام" وهو أكبر المجموعات الارهابية في الغوطة ما يشير فعلياً إلى إمكانية إتمام العملية التبادلية مع الدولة السورية حول المعتقلين في "سجن التوبة"، في حين رفض مايسمى "فيلق الرحمن" هذه الاتفاقية واعتبرها غير ملزمة له متوعداً بمواصلة القتال "حتى تحقيق أهدافه" كما ذكر أحد قيادييه قبل أيام.
فهل تنجح عملية تبادل المعتقلين أو "الأسرى" كما يطلق عليهم البعض في الغوطة لتبدأ بعدها عملية تسوية شاملة قد تعيد هذه المنطقة إلى سابق عهدها كقبلة للاصطياف والتنزه بعدما صارت منطقة عمليات المسلحين الارهابيين وأكبر معاقلهم في محيط العاصمة السورية؟
آسيا