قبل أيام من انطلاق الجولة الثانية من الماراثون الانتخابي للرئاسة الفرنسية والتي عُرفت من قبل وسائل الإعلام"بجولة الحسم"، أصيب الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته "فرانسوا اولاند" بحالة هيستيريه خوفاً من وصول لوبن إلى عرش الإليزيه، حيث كثف حملات انتقاد والهجوم على المرشحة المتطرفة، وحث جموع الفرنسيين على عدم التصويت لها في الجولة المقبلة وإعطاء أصواتهم لمنافسها المرشح المستقل "إمانوئل ماكرون"، الذي سيحافظ على البلاد من وجهة نظره.
وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا اولاند لإذاعة آر تى إل الفرنسية، تعليقا على المنافسة الحامية التي تشتد بين المرشحين المستقل والمتطرفة إمانوئل ماكرون ومارين لوبن، "إن الجمهورية الفرنسية تشهد حاليا تهديدا صريحا يتمثل في لوبن، ولا أرغب أن يكون يوم 7 مايو يوما قاسيا في حياة الفرنسيين بل وتاريخهم".
وتابع اولاند قوله: "نحن في حاجة لاستنشاق الهواء النقي، ولا يوجد ما يجبرنا على استنشاق الهواء الملوث والوقوف أمام الرياح السيئة" في إشارة منه إلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، وأضاف الرئيس الفرنسي: "يجب علينا طرد الرياح الشريرة للقومية، والانسحاب، والخوف، ولهذا، علينا أن نقبل على الانفتاح وليس الإنغلاق".
وفي السياق ذاته طلب اولاند من وزراء حكومته الأربعاء الماضي، بذل كل ما بوسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة ممكنة بزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة المقررة في السابع من مايو في مواجهة إمانوئل ماكرون.
إذ قال من جانبه "ستيفان لو فول" المتحدث باسم اولاند إن الرئيس طلب من الوزراء "إلزام أنفسهم تماما في الحملة الانتخابية بضمان حصول لوبن على أقل نسبة ممكنة". وأضاف لو فول أن اولاند الذي حث الفرنسيين على التصويت لماكرون طلب من كل وزير "حشد كل جهوده في هذه الحملة".
ومن أبرز التصريحات المؤكدة على خوف اولاند من صعود لوبن، هو ما أدلى به خلال زيارة إلى غرب فرنسا، حيث قال: "أعتقد أنه من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة وعلينا أن نعتبر أن لا شىء مضمونا بعد، وأن الفوز يجب أن ينتزع وأن نستحقه".
وكان الرئيس اولاند قد أعلن الإثنين 24 أبريل (غداة الجولة الأولى)، أنه سيصوت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 7 مايو المقبل لمرشح الوسط إمانوئل ماكرون معتبرا أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن تشكل "مجازفة" بالنسبة لمستقبل البلاد.