الشحات.. حفظ القرآن بعمر "8 سنوات" واسلم على يده 60 أمريكيا

السبت 14 يناير 2017 - 10:50 بتوقيت مكة
الشحات.. حفظ القرآن بعمر "8 سنوات" واسلم على يده 60 أمريكيا

صادف يوم أمس الجمعة 13 يناير/ كانون الثاني الجاري الذكرى التاسعة لرحيل الشيخ شحات أنور، أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، والمُلقب بـ«أمير النغم».

ولد القارئ الشيخ الشحات محمد أنور قارئ مسجد الإمام الرفاعي في الأول من يوليو لعام 1950 م بقرية كفر الوزير التابعة لمركز ميت غمر محافظة الدقهلية، في أسرة صغيرة العدد .. وبعد ثلاثة أشهر من ولادته، توفى والده،فلم يتمكن الطفل من تمييز ملامح أبيه الذي تركه طفلًا يتيمًا يواجه أمواج الحياة وتقلبات الأيام بحلوها ومرها.

وانتقلت به والدته للإقامة بمنزل جده ليعيش مع أخواله حيث الرعاية الطيبة التي قد تعوضه بعض الشيء وتضمد جراح اليتيم التي أصابته قبل أن تنبت له الأسنان، وقام خاله الشيخ حلمي محمد مصطفى برعايته، وتبناه فكان خير أمين عليه لأنه قام بتحفيظه القرآن.

وكان لنشأته في بيت قرآن الأثر الكبير في إتمامه لحفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره، وبواسطة خاله راجع القرآن أكثر من مرة، ولما بلغ العاشرة ذهب به خاله إلى إحدى القرى المجاورة وهي قرية "كفر المقدام" ليجود القرآن على يد الشيخ علي سيد أحمد "الفرارجي"، الذي أولاه رعاية واهتمامًا خاصًا، لأنه لديه الموهبة التي تؤهله لأن يكون واحدًا من أشهر قراء القرآن في مصر والعالم كله.

وبعد أن تخطى العشرين عامًا بقليل صار للشيخ الشحات اسمًا يتردد في كل مكان وانهالت عليه الدعوات من كل محافظات مصر وأصبح القارئ المفضل لمناطق كثيرة ظلت آمنة ساكنة لم يستطع أحد غزوها بسهولة لوجود المرحوم الشيخ حمدي الزامل والشيخ شكري البرعي وتربعهما على عرش التلاوة بها لدرجة أنها عرفت بأنها مناطق الشيخ حمدي الزامل رحمه الله.

وتطايرت كل الأبواب أمام موهبته القديرة، التي لا تعرف حدودًا ولا قوانين حتى ولو كانت القوانين قوانين قلبية مغلقة، فكانت الموهبة لدى الشيخ الشحات هي المفتاح السحري الذي يملكه منذ البداية.

ومع انتشار أجهزة التسجيل في كل المدن والقرى بطريقة ملحوظة عام 1970م، وخاصة بعد الإنفتاح وكثرة السفر للعمل خارج مصر، لدرجة أن كثيرين تمنوا السفر ليس لجمع المال ولكن ليكون لديهم جهاز تسجيل يسجلوا ويسمعوا عليه المشاهير أمثال الشيخ الشحات، تسببت في شهرة الشيخ الشحات عن طريق تسجيلاته التي انتشرت بسرعة البرق، ولو تم حصر تسجيلاته في تلك الفترة لزادت على عشرة آلاف ساعة من التلاوات الباهرة الفريدة، التي جعلت الملايين من الناس يتوقعون لهذا القارئ الموهوب أنه سيكون أحد النجوم المضيئة في الإذاعة.

وتقدم للإذاعة المصرية عام 1977، فوجهته إلي إثقال وتعلم النغم القرآني، واعتمد بها عام 1979 هو والدكتور أحمد نعينع وحصلا على أعلى الدرجات فى الاختبارات التي تمت حينها، لأنه كان يتمتع بمزايا شخصية وإمكانات صوتية لا تقل عن إمكانات عمالقة القراء بالإذاعة.

وانتشر صيته كالبرق في أول عام التحق به بالإذاعة، وسجل القرآن الكريم مرتلا عام 1985، وأجازه مجمع البحوث الإسلامية، إلا أنه أعاد تسجيله مرة أخرى سنة 1987 دون معرفة الأسباب، ورفض حينها الحصول على أجر مقابل التسجيل واعتبر ما قام به صدقة جارية.

وسافر إلي العديد من دول العالم، وكان حريصًا على قراءة القرآن الكريم في معظم الحفلات بالخارج دون مقابل، عسى أن يهدي الله الناس على يديه، فأسلم على سماع صوته 60 شخصًا في أمريكا منهم ضباط – حسب رواية أحد ابنائه فى لقاء تليفزيوني.

ومنحته الجامعة البنورية فى باكستان الدكتوراه الفخرية أثناء تحكيمه بالمسابقة الدولية للقرآن والتلاوة على هامش المسابقة وخلال الزيارة حملته الجماهير الغفيرة بالسيارة.

وقرأ القرآن في مسقط رأسه دون أجر، لافتاً إلى أنه عندما قرأ قرآن الفجر لأول مرة بالإذاعة خرجت قرية كفر الوزير عن بكرة أبيها واستقبلته استقبالا كبيرا، وروى أن أباه كان يقرأ القرآن في الاحتفالات بمسجد "السيدة نفيسة" وكان الشيخ الشعراوي يفسر الآيات التي يقرؤها، وتوفي «الشحات» في مثل هذا اليوم الثالث عشر من شهر يناير بعام 2008.

وقال عنه أحمد همام صاحب "كتاب سفراء القرآن"،: "لا يوجد ركن من أركان الكون وإلا وقرأ فيه القرآن، حيث قرأ القرآن على الحجر قبل البشر .. عندما تسمع الآيات تطرى على لسان هذا القارئ تأتي على قلبك كما يأتي الماء على الصحراء فتصبح به مخضره.. طريقته وأداؤه ينعش القلب والروح فيجدد الإيمان.. في جلسوه على كرسي القراءة عندما ينظر إليه المستمع يخطف قلبه وكيانه فى لحظة واحدة".

المصدر: صدى البلد

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 14 يناير 2017 - 10:46 بتوقيت مكة