جورج سوروس: الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار

الإثنين 2 يناير 2017 - 10:25 بتوقيت مكة
جورج سوروس: الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار

الملياردير الأمريكي جورج سوروس، رئيس مؤسسة المجتمعات المنفتحة، والمعروف بأنه أب الثورات المخملية، والمعروف أيضاً بقلقه من ظهور الاتحاد الأوروبي، قال في مقال لصحيفة "بروجيكت سينديكيت" امس: إن الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار.

وقال الميلياردير الأمريكي: إن المجتمعات الكبيرة هي الآن في أزمة حقيقية، وسط وجود أشكال مختلفة من المجتمعات المنغلقة من الديكتاتوريات الفاشية لدولة المافيا والتي باتت الآن تتزايد بشكل كبير، حيث إن السبب الرئيسي لهذا الازدياد هو أن القادة المنتخبين فشلوا في تلبية التوقعات والتطلعات المشروعة للناخبين، فأصبح الناخبون محبطين مع الإصدارات السائدة للديمقراطية والرأسمالية.

وتابع بالقول: فقبل انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، أرسلت أنا في العطلة تحية لأصدقائي كتبت فيها: "هذه الأوقات ليست كالمعتاد، أتمنى لكم التوفيق في عالم مضطرب " والآن أشعر بالحاجة إلى مشاركة هذه الرسالة مع بقية العالم، ولكن قبل أن أفعل، لابد لي أن أقول لكم ما الذي أدافع عنه، فعند انهيار الاتحاد السوفيتي، برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة متبقية، ملتزمة بنفس القدر بمبادئ الديمقراطية والأسواق الحرة، وقد كان تطوراً كبيراً منذ ذلك الحين وهو عولمة الأسواق المالية، التي يقودها الدعاة الذين جادلوا بأن زيادة العولمة ستؤدي طرداً إلى زيادة مجموع الثروة، فبعد كل شيء، يتم تعويض الفائزين من الخاسرين.

وأردف بالقول: وفي الواقع كان للعولمة عواقب بعيدة المدى اقتصادياً وسياسياً حيث أحدثت بعض التقارب الاقتصادي بين البلدان الفقيرة والغنية، ولكنها زادت من عدم المساواة داخل البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء، ففي العالم المتقدم، الفوائد المتراكمة وخاصة لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، والذين يشكلون أقل من 1٪ من السكان، أدت لعدم وجود سياسات معينة والتي أصبحت المصدر الرئيسي للاستياء من معارضي الديمقراطية ولا سيما في أوروبا.

وحول الاتحاد الاوروبي قال انه ايد هذه الفكرة في البداية ولكن وبعد الانهيار الاقتصادي في عام 2008، تحول الاتحاد الأوروبي إلى متساويين في العلاقة بين الدائنين والمدينين، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو مخلتان بشكل متزايد، فالظروف السائدة أصبحت بعيدة كل البعد عن تلك المنصوص عليها في معاهدة ماستريخت، ولكن أصبح تغيير المعاهدة تدريجياً أكثر صعوبة من قبل، لا بل إنه بات مستحيلاً في نهاية المطاف، فأصبحت منطقة اليورو ضحية القوانين البالية، التي يمكن أن تمرر الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها فقط من خلال إيجاد الثغرات فيها، فهذه هي الطريقة التي أصبحت فيها المؤسسات الأوروبية معقدة على نحو متزايد.

وقال الكاتب: وفي الواقع فإن الديمقراطية الآن في أزمة، فحتى الولايات المتحدة، التي تعد بأنها الديمقراطية الرائدة في العالم، انتخبت شخصاً مخادعاً والذي ومن الممكن أن يكون دیكتاتوراً لها فعلى الرغم من أن ترامب قد خفف من حدة لهجته منذ انتخابه، إلا أن سلوكه لم يتغير فمستشاروه ومجلس وزرائه يتألف من المتطرفين غير الكفوئين والجنرالات المتقاعدين .

المصدر: وكالة انباء التقريب

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 2 يناير 2017 - 10:25 بتوقيت مكة