التهنئة في عيد الغدير الاغر

السبت 12 نوفمبر 2016 - 12:19 بتوقيت مكة
التهنئة في عيد الغدير الاغر

أخرج الطبريّ محمد بن جرير في كتاب « الولاية » حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم في آخره: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « معاشرَ الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلتُ لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين وقولوا: الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِي لَوْلا أن هَدانَا الله

التهنئة

 

أخرج الطبريّ محمد بن جرير في كتاب « الولاية » حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم في آخره: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله:

« معاشرَ الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلتُ لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين وقولوا:  الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِي لَوْلا أن هَدانَا الله (1)؛ فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس،  فَمَنْ نَكَثَ فَانَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسيُوتِيهِ أجْراً عَظيماً (2)، قولوا ما يُرضي الله عنكم فـ  إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم (3).

قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سَمِعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا. وكان أوَّل مَن صافق النبيَّ صلّى الله عليه وآله وعليّاً: أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس، إلى أن صلّى الظهرَين في وقتٍ واحد، وامتدّ ذلك إلى أن صلِّى العشاءَين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً (4).

ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب « مناقب عليّ بن أبي طالب » المؤلَّف سنة 411 هـ بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبدالرحمان، وفيه:

فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا. ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق رسولَ الله أبو بكر وعمر وطلحة والزبير، ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقتٍ واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقتٍ واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد فوج يقول: « الحمد لله الذي فضَّلَنا على جميع العالمين »، وصارت المصافقة سُنّة ورسماً، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.

وفي كتاب النشر والطيّ (5):

فبادر الناس بـ: نَعَم نَعَم سَمِعنا وأطَعْنا أمرَ الله وأمر رسوله، آمنّا به بقلوبنا. وتداكُّوا على رسول الله وعليّ بأيديهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاء في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: « الحمد للهِ الذي فضلّنا على العالمين » (6).

وقال المولويّ وليّ الله اللَّكْهَنوي في « مرآة المؤمنين » في ذكر حديث الغدير ما معرَّبُه:

فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيت... إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيّ لاقاه (7).

وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903هـ في « روضة الصفا » (8) في الجزء الثاني بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته.

ثمّ جلس رسول الله في خيمة تختصّ به، وأمر أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السّلام أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر أطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولمّا فَرَغ الناس عن التهنئة له أمر رسولُ الله أُمّهات المؤمنين بأن يَسِرْن إليه ويُهنّئنه، ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحتَ مَولايَ ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات (9).

وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942هـ في « حبيب السَّير » (10) في الجزء الثالث من 144:1 ما معرّبه:

ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ صلّى الله عليه وآله في خيمة تختصّ به يزوره الناس ويهنّئونه، وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخٍ بخ يا ابن أبي طالب، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ثمّ أمر النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له (11).

وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يُستهان بعِدّتهم، بين راوٍ مُرسِلاً له إرسال المسلَّم، وبين راوٍ إيّاه بمسانيدَ صحاحٍ برجال ثِقات عندهم ينتهون إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبَراء بن عازب، وزيد بن أرقم.

 

الهوامش:

1 ـ الأعراف:43.

2 ـ الفتح:10.

3 ـ الزمر:7.

4 ـ كتاب الولاية: نقل عنه بواسطة كتابُ ضياء العالمين، وروى الفتّال في روضة الواعظين مثله عن الإمام الباقر عليه السّلام.

5 ـ قال السيد ابن طاووس: فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص، المسمّى بالنشر والطيّ، وجعله حجّة ظاهرة باتّفاق العدوّ والوليّ وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالريّ. ( الإقبال 240:2 ).

6 ـ النشر والطيّ: وعنه في الإقبال لابن طاووس 247:2 ، طـ مكتب الإعلام الإسلاميّ.

7 ـ مرآة المؤمنين:41.

8 ـ ينقل عنه عبدالرحمان الدهلويّ في « مرآة الأسرار » وغيره معتمدين عليه.

9 ـ تاريخ روضة الصفا 541:2. طـ انتشارات خيّام.

10ـ في كشف الظنون 419:1: أنه من الكتب الممتعة المعتبرة، وعدّه حسام الدين في « مرافض الروافض » من الكتب المعتبرة، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في « الفوائد البهية »، وينقل عنه في: 86 و 87 و 90 و 91 وغيرها.

راجع: كشف الظنون 629:1. طـ وكالة المعارف.

11 ـ حبيب السير 411:1.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 12 نوفمبر 2016 - 12:19 بتوقيت مكة