شاركوا هذا الخبر

الدكتورة سارة قصير: ربط قيمة الفتاة بمعايير الجمال فخّ نفسي خطير يضعف الثقة بالذات| بيني وبينك

تحدثت الدكتورة سارة قصير عن معاناة بعض الفتيات من الشعور بالتهميش داخل المجتمع بسبب عدم انطباقهن على معايير الجمال السائدة، مؤكدة أن هذا الواقع يترك آثارًا نفسية عميقة قد تصل إلى تمني الفتاة عدم وجودها أصلًا داخل أي مجموعة اجتماعية.

خاص الكوثر_بيني وبينك

وأوضحت الدكتورة سارة قصير أن عددًا من الفتيات يشتكين من تجاهل آرائهن والسخرية منهن، والشعور بأن وجودهن بين الناس يشبه عدمه، فقط لأن شكلهن الخارجي لا يتوافق مع الصورة النمطية للجمال التي يفرضها المجتمع، لافتة إلى أن هذا الإحساس يقود إلى الإحباط، وانخفاض تقدير الذات، والدخول في دائرة قاسية من جلد النفس.

وأكدت أن السؤال المطروح لدى كثير من الفتيات هو: «هل فعلًا تُسمَع آراء الفتاة الجميلة أكثر من غيرها؟»، مشيرة إلى أن التركيز المفرط على هذا النقص المتخيَّل يجعل الإنسان يرى نفسه بلا قيمة، بينما الحقيقة أن كل إنسان يحمل نقاط قوة منحها الله له بعدل وحكمة.

اقرأ ايضا:

الحجاب بين الخطأ الإنساني واليأس من رحمة الله | بيني وبينك

الشيخ قاسم الجرمقي: الحجاب يشكّل تحدّياً لمشاريع الانحلال و قوى الشيطنة العالمية | بيني وبينك

 

وشددت الدكتورة سارة قصير على أن الله سبحانه وتعالى إذا حجب صفة معينة عن الإنسان وفق المعايير الشكلية، فإنه بالمقابل منحه قدرات أخرى، قد تكون في الذكاء، أو العلم، أو المهارات، أو خفة الدم، أو القدرة على الإنجاز العملي، مؤكدة أن اختزال قيمة الإنسان في شكله الخارجي ظلم للنفس قبل أن يكون ظلمًا من المجتمع.

وأضافت أن المجتمعات التي تحصر قيمة المرأة في جمالها تقع في فخ خطير، متسائلة عن مصير النساء اللواتي تعرّضن لحوادث أو إصابات أدت إلى تشوهات جسدية، وهل يعني ذلك أنهن فقدن قيمتهن أو دورهن في الحياة، وهو منطق وصفته بأنه غير إنساني ولا واقعي.

وحذّرت الدكتورة سارة قصير من اللهاث وراء معايير الجمال المتغيرة باستمرار، معتبرة أن ذلك يقود إلى هوس لا نهاية له، لأن هذه المعايير لا حدود ثابتة لها، وتتبدل يومًا بعد يوم، ما يضع الفتاة في دوامة استنزاف نفسي دائم.

ودعت الدكتورة سارة قصير الفتيات إلى تحويل تركيزهن من الشكل الخارجي إلى الجوهر، عبر تطوير المهارات، وبناء الشخصية، وتعزيز الفهم والعلم والعلاقات الصادقة، مؤكدة أن العالم، عاجلًا أم آجلًا، سيضطر إلى الالتفات إلى الإنسان لما يقدمه لا لما يبدو عليه.

وختمت بالتأكيد على أن القيم الإسلامية كرّمت المرأة بوصفها إنسانًا فاعلًا لا مجرد صورة، وأن الإيمان الحقيقي يمنح الفتاة قوة داخلية تحميها من الانكسار أمام التنمّر والبيئات السلبية، داعية كل فتاة إلى اكتشاف نقاط قوتها، وتنميتها، والثقة بأن الله تعالى لن يترك من يسعى بصدق إلى بناء ذاته

 

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة