شاركوا هذا الخبر

خطيب جمعة طهران: احذروا الشائعات واثارة الخلافات والتضليل الإعلامي

شدد خطيب جمعة طهران حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري على ضرورة الحذر من الشائعات، وإثارة الخلافات والانقسامات والتضليل الإعلامي وقال: "إن الأعداء يسعون الى خلق قضايا هامشية وصراعات عقيمة داخل البلاد، وعلى النخب والمثقفين وأصحاب الأقلام أن يحذروا من أن تصبح أقلامهم وألسنتهم أدوات في يد الشيطان".

خطيب جمعة طهران: احذروا الشائعات واثارة الخلافات والتضليل الإعلامي

الكوثر - إيران

وخلال خطبة صلاة الجمعة في طهران، أوضح حجة الإسلام محمد جواد حاج علي أكبري، أن البصيرة ثمرة راقية من ثمار التقوى، مضيفا: "لقد شهدنا بالأمس محفلا مشرقا ومهيبا ومفعما بالروحانية، بحضور حشد من قراء مدائح ومراثي أهل البيت(عليهم السلام) بمناسبة ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) في طهران، في حضرة سماحة قائد الثورة الإسلامية".

ورأى ان هذا اللقاء، قد عقد باسلوب راق نقي ومستنير، انعكس بنور على جميع أبناء المجتمع، خصوصا من خلال التوجيهات الفاطمية الرقيقة والعميقة والبصيرة التي قدّمها القائد الحكيم، والتي كانت نظرة ثاقبة على الوضع الراهن الذي نعيشه.

وأشار حجة الاسلام حاج علي أكبري إلى أن قائد الثورة الاسلامية أعطى توجيهات مهمة خلال هذا اللقاء، وعندما سُئل عما إذا كانت هناك حرب قادمة أم لا، أجاب أن البعض يثيرون هذا السؤال، ولكن الأعداء قد تلقوا صفعة قوية على أيدي أبناء الإسلام المخلصين خلال الحرب الدفاعية المقدسة التي دامت 12 يوما، لدرجة أنهم الآن بحاجة الى ان يتماسكوا ويلملوا انفسهم".

وتابع: "أعلن سماحته في هذا اللقاء أن هناك حربا قائمة بالفعل، وهي الحرب الناعمة، بينما لا توجد حرب عسكرية شديدة في الوقت الحاضر، ولن تحدث بإذن الله. ومع ذلك، فإن المسؤولين في المجالات العسكرية والأمنية يواصلون التأهب والاستعداد يوما بعد يوم".

إقرأ أيضاً:

الأعداء يسعون إلى شن حرب إدراكية ومعرفية وإثارة الارتباك الفكري في المجتمع

وأضاف خطيب الجمعة: "مجال الحرب الحقيقي ليس كما يُصور، بل هو في مكان آخر كان موجودا من قبل، وهو اليوم أكثر حدة وأشد ضراوة، ألا وهو: الحرب الإدراكية والمعرفية والحرب الناعمة. انظروا إلى ترتيب الصفوف في معسكر الشيطان؛ ففي قلبه تقف الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، ويسعى هذا المعسكر لتحقيق هدفين: هدف قصير المدى يتمثل في إثارة الارتباك الذهني في المجتمع، وهدف بعيد المدى يتمثل في تدمير الهوية الوطنية والثقافية، والسيطرة على العقول والقلوب".

وتابع: "قد خرج الأعداء بكل إمكاناتهم وآلياتهم لتنفيذ هذا المشروع. وفي مواجهة هذا الترتيب العدواني، يجب على مجتمع المؤمنين أن يُظهر ترتيبا متناسقا ومنظما. فعندما يسعى معسكر الشيطان إلى نشر الارتباك الفكري، يجب أن يقف المؤمنون في صفٍّ موحد ومتماسك. هذه هي ساحة الحرب الحقيقية، فلا تخطئوا التقدير؛ العدو يريدكم أن تخطئوا".

العدو يسعى لخلق الارتباك الفكري، وشلّ قدرة النخبة على التحليل

وشدّد خطيب صلاة الجمعة بطهران قائلاً: "المسألة الأساسية اليوم هي الارتباك الذهني. لدى العدو خطط مختلفة للعامة، والنخبة، والمسؤولين. أما بالنسبة للعامة، فهو يسعى إلى خلق حالة من الحيرة والارتباك التحليلي، ويشن حربا على الروايات، لكي يُضعف شعور المجتمع بالانتصار، ويجعله تدريجيا يحل محله شعور بالإحباط والهزيمة. كما يسعى إلى زعزعة الأمن النفسي في المجتمع، وزيادة قابلية الناس لتصديق الشائعات. وهنا يجب على عامة الشعب أن يتحلّوا باليقظة تجاه مؤامرات العدو".

وأضاف: "أما بالنسبة للنخبة، فالعدو يريد أن يُفقدها القدرة على التحليل والتمييز، من خلال تشويش المعلومات وترويج روايات كاذبة، ليبثّ الشك في افكار واذهان من يُعتبرون مؤثرين في الرأي العام، ويدفعهم الى التناحر والخلاف".

وتابع خطيب الجمعة قائلا: "الأعداء يسعون لخلق قضايا هامشية وصراعات غير مجدية داخل البلاد. لذا يجب على النخب والمفكرين وأصحاب الأقلام أن يحذروا من أن تُستخدم أقلامهم وألسنتهم كأدوات في يد الشيطان. ففي هذه الحملة الواسعة التي يشنّها العدو، هناك خطط مخصصة أيضا للمدراء والمسؤولين".

الهدف من خطط العدو تجاه المسؤولين؛ إفقادهم التركيز وإدخالهم في الحواشي

وصرّح حجة الاسلام حاج علي أكبري أن: "خطّة العدو تجاه المسؤولين والمدراء تهدف إلى جعلهم يرتكبون أخطاء في التقدير، ويدفعهم إلى الانشغال بالقضايا الجانبية الهامشية ويبثّ في نفوسهم الخوف والرعب، ويدفعهم إلى التناحر فيما بينهم، في حين أن واجب جميع المسؤولين على جميع المستويات هو التركيز فقط على خدمة الشعب ومعالجة مشكلاته".

وأضاف: "لا ينبغي للمسؤولين أن يفكروا في أي شيء آخر غير خدمة الناس. يجب أن يكونوا موحَّدين ومتماسكين. هذا هو التوقع الحقيقي من المسؤولين والمدراء في المجتمع، وعلى جميع أفراد الشعب أن يكونوا يقظين في هذا السياق".

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة