شاركوا هذا الخبر

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام نموذج القيادة والمقاومة للمرأة المعاصرة

في حوارٍ خاص مع شبكة الكوثر، تحدثت الباحثة اليمنية وأستاذة الجامعة الدكتورة "سوسن الفضلي"، بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، عن شخصيتها كنموذج فريد للمرأة السياسية الواعية والمقاومة في وجه الظلم، مُبرِزة الجرأة والثبات والوعي كصفات أساسية في الدفاع عن الحق وتحويل الألم إلى قوة فاعلة في المجتمع.

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام نموذج القيادة والمقاومة للمرأة المعاصرة

خاص الكوثر_مقابلات

أوضحت الدكتورة "الفضلي" أن السيدة الزهراء عليها السلام كانت تتمتع بوعي سياسي عميق، حيث أدركت أن الصراع بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن صراع أشخاص، بل صراع بين مشروعين: مشروع الحق القائم على الولاية والعدالة، ومشروع السلطة القائم على الاستحواذ والانحراف. هذا الوعي مكّنها من التعامل مع الأحداث كمعركة مصيرية للأمة، ورسم معالم موقفها الثابت تجاه الظلم والاضطهاد.

اقرا أيضا:


أبرزت "الفضلي" أن من أبرز ما يميز شخصية الزهراء عليها السلام هو الجرأة في المواجهة، فقد لم تكتفِ بالاعتراض في الخفاء، بل خرجت إلى المسجد وواجهت القيادة السياسية بخطاب علني قوي، مما هز البنية الفكرية للسلطة وأظهر أن المقاومة تبدأ بالكلمة والصوت الرافض للظلم.


وأضافت أن دورها لم يقتصر على المواجهة فقط، بل اتسمت بالثبات وعدم التراجع، حيث لم تغير موقفها رغم العزلة والضغط الاجتماعي والأذى الشخصي. أظهرت الزهراء أن جوهر المقاومة الحقيقي يكمن في الثبات حين ينهار الآخرون، وهو درس يمكن إعادة قراءته في ظروف اليوم، إذ تحتاج المرأة المعاصرة إلى أن تكون صانعة للوعي السياسي، وكاشفة للتضليل الإعلامي، ومحصنة للمجتمع نفسيًا، قادرة على تحويل الألم إلى طاقة فعلية.


أكدت "الفضلي" أن الصفات مثل الصبر والشجاعة والثبات تحولت من قيم أخلاقية إلى عوامل حاسمة في تعزيز محور المقاومة، خاصة في ظل محاولات العدو استهداف البيئة النفسية والاجتماعية للمجتمع. فالمرأة اليوم لعبت دورًا محوريًا في إدارة الحياة اليومية تحت الضغط، وتنظيم شؤون الأسرة، وتحويل الألم والخسارة إلى دافع وطاقة استمرار، ليصبح صبرها وثباتها نظام حماية داخلي لمحور المقاومة.


ولفتت الباحثة إلى أن السيدة الزهراء لم تكن ناشطة فقط في مواجهة الظلم العام، بل قدمت نموذجًا متكاملاً بين دورها الأسري والمجتمعي. ففي بيتها، صنعت الأبناء ليكونوا مشاريع الصبر السياسي والثورة والخطاب المقاوم، بينما في المجتمع أظهرت قدرتها على مواجهة الانحراف وإحداث تغيير في الرأي العام. المرأة المعاصرة، وفق هذا النموذج، أصبحت مسؤولة عن تربية أبنائها على الوعي والكرامة ورفض الظلم، وفي الوقت نفسه ممارسة دور قيادي في المجتمع، بما يعكس امتدادًا مباشرًا لمسيرة الزهراء في ميدان صناعة الإنسان.


وفيما يتعلق بالصفات الأكثر أهمية للأجيال اليوم، رأت الدكتورة الفضلي أن تحمل تبعات الموقف حتى النهاية هي الصفة المركزية، إذ أن الشجاعة والصبر والوعي وحدها لم تكف، بل تطلب الأمر استعدادًا لدفع ثمن الحق، مع ثبات وإصرار على المبدأ مهما كان حجم التحديات. فالزهراء كانت على وعي كامل بالنتائج المحتملة، لكنها أثبتت قدرة على الثبات وتحقيق رسالتها الكاملة، مما جعل هذا النهج نموذجًا يحتذى به في مواجهة التحديات المعاصرة.


أجرت الحوار: معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة