شاركوا هذا الخبر

رواية التقدم.. فتاة حوّلت التهديد العالمي إلى الفخر الإيراني

سرد محاولات فتاة قامت بتحويل البلاستيك إلى وقود نظيف وصنعت شهرة عالمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 رواية التقدم.. فتاة حوّلت التهديد العالمي إلى الفخر الإيراني

الكوثر_ايران

فتاة وُلدت في أزقة مدينة قم المقدسة الهادئة، وأثبتت لاحقًا أن بعض الأحلام ليست مجرد أحلام؛ بل قد تُنير درب بلد.

لم تكن "سُميه شايسته بور" كغيرها من نظيراتها منذ طفولتها.

عندما كان الأطفال يلعبون، كانت تقضي ساعات مع قطع البلاستيك في موقف سيارات منزلها، وسط رائحة المواد الكيميائية النفاذة وضوء مصباح القراءة الخافت، وكان لديها حلم كبير:

"إنقاذ الأرض، إنقاذ إيران".

اقرأ أيضا:

وتقول:

"عندما علمت لأول مرة أن البلاستيك يبقى في الطبيعة لمدة 500 إلى 700 عام، تغيّر العالم في رؤيتي".

ولم تكن تمضي مراهقتها في الحفلات والمرح، بل كانت في التجريب والفشل والتكرار. لكن الفشل لم يُرهقها؛ لأن نورا أشرق في قلبها كان يقول لها:

"عليكِ أن تجدي طريقا لهذا الأمر".

بعد سنوات، استطاعت هذه الفتاة الفضولية اكتشاف شيء ما كان العالم يبحث عنه: "مضاد البوليمر".

مادة تتمكن من إعادة البلاستيك إلى حالته الأصلية وتحويله إلى وقود نظيف وصحي وصالح للاستخدام. وكان هذا الاختراع ثمرة أربعة عشر عامًا من المثابرة، الدموع، اليأس، الأمل المتجدد والإيمان الصادق.

عندما تم تسجيل اختراعها عالميا، أدركت أخيرا أن كل تلك الليالي التي سهرتها، وكل المرارة التي تجرعتها، كانت تستحق كل هذا العناء.

وهذا الاختراع، الذي كان ثمرة أربعة عشر عامًا من الجهود المتواصل، أصبح أول مصنع لتحويل البلاستيك إلى وقود صلب بعد التصميم الصناعي، ومن ثم تم افتتاحه في طهران عام 2023 بطاقة إنتاجية خمسة أطنان؛ مصنع يعمل، بموافقة منظمة البيئة الإيرانية دون تلوث.

ولكن ربما لم تكن نقطة التحول في حياتها التواجد في المختبر، بل كانت "لحظة لقائها بقائد الثورة الإسلامية".

كانت حريصة على لقاء قائدها بقدر حرصها على بحثها؛ وفي النهاية، اتصل بها مكتب القائد وبشرها باللقاء.

وخلال هذا اللقاء، قال قائد الثورة الإسلامية كلمة رسخت في وجدان "سميه شايسته بور":

"عليكِ أن تجعلي إيران مشهورة عالميا".

انهمرت الدموع من عينيها في تلك اللحظة، وتعهدت:

"لن أتراجع ولو ليوم واحد من أجل كرامة إيران".

أهداها قائد الثورة الإسلامية كوفيته؛ ولم تكن الكوفية التي تلقتها مجرد تذكار لها؛ بل أصبحت جزءا من عهدها، وركيزة روحية لها.

لاحقًا، أنشأت "سميه شايسته بور" أول مصنع لتحويل البلاستيك إلى وقود في طهران؛ مصنعٌ لا يُصدر أي تلوث حتى داخل المدينة، وقد نالت في عامه الأول جائزة البيئة الوطنية الإيرانية. اليوم الذي تم فيه تشغيل الماكينة ومن ثم تحول البلاستيك إلى وقود.

تقول "شايسته بور" بهذا الصدد:

"انهمرت الدموع من عيوني، لأنني شعرت لأول مرة أن حلم طفولتي قد تحقق."

وعندما طلبت منه دول العالم الكبرى أن تسجل هذا الاختراع باسمها، تجاهلت كل هذه المقترحات. حتى عندما رغبت الولايات المتحدة، فرنسا وألمانيا في شراء هذا الاختراع، فكانت تردد دائما جملة واحدة:

"يجب أن تكون إيران أول دولة تستفيد من هذه التقنية".

وهي تؤمن بأنه يمكننا جعل البلاستيك فرصة، لا تهديدا، لا عبئا على الطبيعة، بل وقودا لمستقبل إيران.

الدكتورة "سميه شايسته بور"، فتاة بدأت عملها من موقف سيارات بسيط، فاليوم تُعدّ مصدر إلهام لجيل يؤمن بأن حب الوطن، إذا اقترن بالعلم والإرادة، فإنه قادر على تغيير العالم.

وأخيرا أثبتت الفتاة الإيرانية هذه أن الثورات الأعظم في بعض الأحيان لا تنطلق من المختبرات المجهزة، بل تبدأ في قلب فتاة صغيرة - فتاة قررت أن ترفع اسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية عالميا من أي وقت مضى.

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة