خاص الكوثر - بيني وبينك
يبحث الخطيب التربوي الشيخ قاسم الجرمقي عن موضوع التحديات التي تواجه العلاقات الزوجية في بيئات اقتصادية واجتماعية معقدة هذه الأيام، حيث يُطرح السؤال حول كيفية التعامل مع واقع معيشي مختلف عن الطموحات الشخصية. مضيفا اذا أن يكون هناك وعي عند الطرفين، خاصة الزوج، بأهمية تقبل وضع الزوجة في بيت أهلها الذي قد يوفر مستوى معيشة أفضل، مع ضرورة تخفيض توقعات الحياة لتتناسب مع الواقع.
واشار إلى أن الفشل في إدارة هذه التوقعات قد يؤدي إلى توتر نفسي وضغوطات داخل الأسرة، خصوصًا عندما يكون هناك فرق كبير بين مستوى المعيشة المتوقع والمُتاح. موضحا أن الحالات التي يعيش فيها الأشخاص في بيئات أقل رفاهية تكون أكثر تقبلاً لهذه التحديات، على عكس من هم معتادون على مستوى معيشي أعلى.
وحذر الشيخ الجرمقي من البحث عن المثالية أو "الغَرَاء" في الزواج، ويُشدد على أن الخيارات الواقعية هي التي تعطي استقرارًا أكبر، مع ضرورة الاعتراف بأن بعض التحديات والمشاكل لا بد من التعامل معها بمرونة وتخفيض سقف التوقعات.
إقرأ أيضاً:
من الناحية الدينية، يستشهد الخطيب التربوي بسيدة خديجة عليها السلام عنها كنموذج مثالٍ للتوازن بين الأخلاق، الإيمان، والقدرة على تقديم التضحيات، رغم ظروفها المادية الميسورة، والتي كانت داعمة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في ظروف اجتماعية صعبة. موضحا أن هذه العلاقة تقوم على فهم مشترك ودراسة واقعية للظروف، وليس على مثالية مجردة.
وتابع أن تطبيق هذه القيم والتوازن في الحياة الزوجية يساعد على مواجهة الواقع بدون استسلام أو تفريط، مع تعزيز روح التعاون والتفاهم بين الزوجين. كما يدعو إلى دراسة الحالة الواقعية للفرد والأسرة بدقة قبل اتخاذ قرارات الزواج، بعيدًا عن الأحلام غير الواقعية أو الضغوط الاجتماعية.
في المجمل، قدم الشيخ الجرمقي تحليلاً متعمقًا يجمع بين البعد النفسي والاجتماعي والديني، مع تأكيد ضرورة التوازن في توقعات الحياة الزوجية، مما يساهم في استقرار الأسرة وتحقيق النجاح المشترك.