خاص الكوثر - فلسطين الصمود
في شوارع غزة المحاصرة، لم يعد المشهد غريبًا: أسر بأكملها تفترش الأرض، الأطفال يسيرون حفاة بملابس بالية، والنداءات للمساعدة ترتفع من كل زقاق. التقرير الأخير من قلب القطاع يوثق حجم المعاناة الإنسانية، حيث تعاني العائلات من نقص حاد في الغذاء، الدواء، والكهرباء، وسط استمرار العمليات العسكرية والقيود على المعابر.
أحد الشهود يروي كيف فقدت أسرته مأواها بالكامل، ولم يتبقَ لهم سوى الملابس التي يرتدونها منذ أيام، دون قدرة على تبديلها أو الحصول على أبسط مستلزمات النظافة. وأضاف أن "المستشفيات تعمل بأقل من طاقتها، والمرضى يُعادون إلى بيوتهم أو الشوارع"، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، لا سيما مع تعطل أدوات الإنقاذ والإسعاف، بحسب ما ورد في الشهادة.
إقرأ أيضاً:
المساعدات لا تكفي، وغالبًا ما تصل متأخرة، فيما يبقى عدد كبير من العائلات بلا مأوى أو معونات مستمرة. يشير تقرير ميداني إلى أن "المستشفيات تستقبل حالات يومية من الأطفال المصابين، والجرحى، والنساء الحوامل، دون توفر الحد الأدنى من المستلزمات الطبية".
الوضع في القطاع، الذي يعيش تحت الحصار منذ أكثر من 17 عامًا، مرشح للتفاقم مع دخول فصل الشتاء، ما يعني مزيدًا من المعاناة للعائلات التي تفتقر إلى المأوى والملابس الدافئة. ومع تكرار موجات النزوح الداخلي جراء القصف واستهداف الأحياء السكنية، تبدو الحياة أقرب إلى صراع يومي من أجل البقاء.
ورغم الصورة القاتمة، تظهر في شهادات البعض ومضات من الأمل، إذ عبّر عدد من السكان عن ثقتهم في "رحمة الله" و"صمود أهل غزة"، مؤكدين أن إرادة الحياة لا تزال أقوى من الموت والدمار، وإن كانت الظروف قاسية إلى أقصى حد.