خاص الكوثر - فلسطين الصمود
في كل مرة يطل جيش الاحتلال ببيان يظن أنه قادر على صناعة واقع من ورق، اليوم يقول إن "الهدنة التكتيكية" لا تشمل مدينة غزة وكأن هذه المدينة المصورة بالدم والركام عرفت يوما معنى التهدئة يكذب الجيش، ويعلم أن غزة لا تنام على غير هدير الطائرات ولا تستيقظ إلا على شظايا وصواريخ جديدة.
لكن الحقيقة التي تطوى بين السطور أكثر ليست القضية هدنة ولا قصفا عابرا مشروعا قديما متجدد اسمه اقتلاع غزة من نفسها. يريد الاحتلال أن يدفع الناس إلى النزوح، أن يفرغ المدينة من ساكنيها، أن يجعل البيوت أنقاضا وذاكرة فراغ يستخدم لذلك كل أدواته.
إقرأ أيضاً:
الحصار الذي يحبس النقمة والدواء والتدمير الذي يزيل الأحياء من الخرائط والقتل الذي يطارد الأطفال في أحضان أمهاتهم في لغة الاحتلال: غزة منطقة قتال خطيرة. أما في لغة أهلها فهي بيتهم الأخير.. الملاذ الذي لا ملاذ بعده لهذا يصرون على البقاء حتى ولو تحول كل شارع إلى مقبرة لا يتركون مدينتهم لأن مغادرتها دعني ضياعا قضية كلها.
إنه صراع على الوجود.. مدينة كاملة تحاصر لتهجر، وشعب يقتل ليستبدل بالصمت ولكن في مواجهة هذا المشروع يعلو صوت واحد من بين الركام: "لن نرحل غزة" ستبقى ما بقيت الدماء تصنع الحياة من بين الدمار وما بقي حجرا على حجر يحرص ذاكرة المكان.