الكوثر_ايران
مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، قال عصر اليوم الاثنين، خلال لقائه الإيرانيين المقيمين في أرمينيا ضمن برنامج زيارته لهذا البلد: كلما أحطنا أنفسنا بالأسوار، ابتعدنا عن قافلة الحضارة والتقدم.
إن واقعة البعثة على عظم شأنها ليست مبدأ التاريخ الإسلامي، بل الهجرة هي التي شكّلت نقطة البداية للتاريخ.
اقرأ ايضا:
وأضاف رئيس الجمهورية: عبر التاريخ، الشعوب التي تمكنت من التقدم هي التي كسرت العزلة وسعت وراء مكتسبات جديدة وتبادلت قدراتها مع الآخرين. والتاريخ يشهد أن الحضارات التي عجزت عن التفاعل والتواصل البنّاء مع غيرها، تراجعت ولم تتقدم.
وأوضح بزشكيان أنّ القلب والعقل هما اللذان يفسّران ويفهمان ما تراه العين، فالرؤية الحقيقية لا ترتبط بسلامة البصر فحسب؛ إذ إنّ النظر السليم إذا رافقه قلب مظلم وعقل معطوب فلن يثمر فهمًا أو تحليلاً نافعًا.
وقال: إن جلوسنا خلف الأسوار التي صنعناها والادعاء بأننا الأفضل والأكثر تقدّمًا لن يحقق لنا التقدم، بل إن التواصل والتفاعل مع الآخرين وتبادل التجارب والقدرات والإنجازات هو الذي يدفع عجلة النمو المتبادل. يجب أن نبدأ بتوسيع علاقاتنا مع جيراننا ودول الجوار، ثم مع بقية دول العالم، لنحقق التقدم الحقيقي عبر تبادل الخبرات والإنجازات.
ورأى رئيس الجمهورية أنّ الإنجازات العلمية البارزة في العالم اليوم ما هي إلا حصيلة تراكم وتبادل التجارب والقدرات بين الأمم والحضارات المختلفة، مشددًا على أنّ ازدهار العلم والمعرفة لم يكن وليد جهود أمة واحدة، بل ثمرة التفاعل بين الشعوب.
وأشار إلى عمق الروابط التاريخية الممتدة لآلاف السنين بين الشعب الإيراني وشعوب الدول المجاورة، قائلاً: ينبغي تحديث هذه العلاقات الودية والقديمة وتعزيزها أكثر من أي وقت مضى، حتى يستفيد الجميع من ثمار هذا التفاعل. فالأرض التي نعيش عليها صغيرة جدًا مقارنة بعالم الخلق، وأعمارنا قصيرة، ينبغي أن نستثمرها في جلب الفرح والسعادة للآخرين بدلًا من إثارة الغضب والنهب والقتل.
وأكد بزشكيان أن الاكتفاء بالحق المشروع والتغاضي عن انتهاك حقوق الآخرين على أساس العدالة والإنصاف هو مفتاح السعادة في الدنيا، مضيفًا: التواصل والتفاعل يجعل عالمنا أجمل وأسعد، ومن هذا المنطلق نزور الدول المجاورة وسائر البلدان لتوسيع العلاقات الودية والتبادلات.
وشدد الرئيس على أنّ الأرض هي بيتنا المشترك، ولا ينبغي تحويلها إلى ساحة نزاع وحروب، لافتًا إلى أنّ بعض القوى المتغطرسة تصنع بأدوات العلم وسائل للهيمنة، وتستخدمها في قمع شعوب بريئة وعزلاء كما يحدث في غزة وفلسطين، وهذا ذروة الظلم ومبعث للعار. وأكد أنّ من الواجب السعي الجماعي لوقف استمرار هذه الجرائم.