شاركوا هذا الخبر

القارئ اللبناني محمد علي عماد قاسم لقناة الكوثر: إن القرآن مشروع حياة وبناء وعي في زمن الانقسام

في حوار مع قناة الكوثرالفضائية، أكّد القارئ الدولي من لبنان "محمد علي عماد قاسم" أنّ القرآن الكريم لم يكن في نظره كتابًا طقوسيًا فحسب، بل مشروعَ حياةٍ متكاملًا، بدأ بالتدبّر في الآيات والتوسّل بمحمد وآله عليهم السلام، وانتهى باستقامة القلب وانكشاف البصيرة موضحا أنّ هذا الفهمَ العميق ترك أثرَه في المجتمع، وساهم في حلّ النزاعات وبناءِ جيلٍ موحَّدٍ قادرٍ على مواجهة الانقسام والتحديات الثقافية.

القارئ اللبناني محمد علي عماد قاسم لقناة الكوثر: إن القرآن مشروع حياة وبناء وعي في زمن الانقسام

الكوثر_مقابلات

واعتبر القارئ "محمد علي عماد قاسم" أنّ الدخول في عوالم القرآن لم يقتصر على التلاوة الصوتية الجميلة، بل بدأ من تدبّر النص الإلهي بوصفه طريقًا لفكّ رموز الوجود وهداية النفس. ومن هذا المنطلق، قال إنّه رأى في فهم القرآن عملية شبيهة بحلّ قطع أحجية معقّدة، حيث ترتبط الآيات ببعضها البعض وتتكشف معانيها تدريجيًا كلّما أخلص الإنسان في حبّه للنبي وآله، وتوسّل بهم.


وأشار القارئ إلى أنّه رأى في هذا الطريق نورًا يرفع الحُجب، ويستنير به القلب، ويستدرّ به الرحمة، إلى أن يدخل القارئ في حالة من الاستقامة التي تجذب نور الله إليه.


ومن خلال هذا الفهم العميق، أفاد بأنّه شهد تأثيرًا مباشرًا للقرآن في معالجة مشكلات الناس، وقال إنّه استخدم آيات من القرآن للتوسط في حلّ نزاعات اجتماعية، أو لتذكير العصاة والجناة بآيات العذاب، مما أدّى إلى ارتداع بعضهم عن المعاصي. كما أضاف أنّه وجد في آيات الصبر والتثبيت سلوانًا عظيمًا للمبتلين، معتبرًا أنّ القرآن يُخاطب العقول والقلوب معًا.


ولم يغفل القارئ اللبناني عن تقديم رؤية عملية لمواجهة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، حيث دعا إلى تكثيف الحلقات القرآنية في المساجد، وشرح الآيات بشكل منهجي ومبسّط خاصةً لفئة الشباب من الذكور والإناث ولفت إلى أنّه اعتقد أنّ بناء مجموعة شبابية تتحلى بالإيمان والاستقامة وفق منهج القرآن والعترة سيؤدي إلى تماسك الأسرة، وتكامل المجتمع، وبناء أجيال تتمتع بالمناعة الأخلاقية.


وفي ما يخصّ الوحدة الإسلامية، قال إنّه أولى هذا الموضوع أهمية كبرى، وإنّه سعى دائمًا إلى تجاوز الفوارق المذهبية والعرقية عبر تلاوة القرآن بروح واحدة وأوضح أنّه جمعتْه صداقات عديدة مع قرّاء من مذاهب وأعراق متنوّعة، ودعاهم باستمرار إلى الابتعاد عن المظاهر والماديات والسياسة المفرّقة، والتركيز على جوهر النصّ القرآني. ومع ذلك، عبّر عن أسفه لكون كثير من هؤلاء لا يتفاعلون مع قضايا المستضعفين أو العدوان والظلم، بل يفضّلون مهادنة الأنظمة والانغماس في الشهرة والمصالح الدنيوية.


وقال إنّه حاول التأثير عليهم من خلال استضافتهم في المسابقات والمحافل، خصوصًا داخل العتبات المقدسة، حيث لمسَ تحوّلًا في بعضهم بعد الانخراط في حوارات فكرية وسياسية. وأكّد أنّه ألقى الحجّة على الجميع، فمنهم من اهتدى ومنهم من أعرض، وبيّن أنّه حين يرى في أحدهم زيغًا واضحًا يتجنّب لاحقًا الخوض معه في هذه المواضيع.


أما بشأن إنشاء شبكة عالمية من القرّاء لنشر رسالة الوحدة، فقد أشار إلى أنّها فكرة طموحة لكن تحتاج إلى دعم أكبر. واستشهد ببرنامج "محفل" الذي استطاع أن يقدّم نموذجًا جيّدًا، لكنّه أضاف أنّ كثيرًا من القراء يمتنعون عن المشاركة بدافع الانشغال أو الخوف من فقدان امتيازاتهم. وختم "محمد علي عماد قاسم" بالقول إنّ "كل يعمل على شاكلته"، مؤكّدًا أنّ الأمل لا يزال معقودًا على القلوب الصادقة التي ترى في القرآن طريقًا للحقيقة والحرية.

أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة