شاركوا هذا الخبر

قائد الحرس الثوري الأسبق: لم نكشف حتى الآن عن كامل قدراتنا

أكد محسن رضائي، القائد الأسبق لحرس الثورة الإسلامية، في تصريح له حول التطورات الأخيرة في المنطقة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت في حرب شاملة مع الكيان الصهيوني، وأن الاستراتيجية الوطنية هي "الصمود حتى النصر الكامل".

 قائد الحرس الثوري الأسبق: لم نكشف حتى الآن عن كامل قدراتنا

الكوثر_ايران

رضائي كشف عن دخول إيران حرباً مفتوحة مع الكيان الصهيوني، متحدثاً عن الأبعاد الخفية للمخططات المتعددة الطبقات التي صممتها أمريكا والكيان الصهيوني لزعزعة استقرار إيران.

وأوضح رضائي أن إيران منذ بداية الثورة خاضت مواجهة سياسية مع الكيان المحتل، ولم تكن ترى الدخول في حرب عسكرية مباشرة معه خياراً صائباً إلا في حال توحدت الدول الإسلامية، مشدداً على أن الاستراتيجية الإيرانية كانت دائماً تتمثل في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم.

وأشار إلى أن الحضور الإيراني في لبنان وسوريا كان محدوداً ودفاعياً، وقال: "حتى عندما كنا على مشارف حيفا، كان بإمكاننا تدمير تل أبيب وحيفا بالكامل، لكننا لم نخض حرباً مباشرة. لكن إسرائيل، خلال العام الماضي، رفعت عملياً من مستوى الاشتباك، وأجبرتنا على خوض الحرب".

عملية الوعد الصادق

وفي إشارة إلى اغتيال دبلوماسي إيراني في القنصلية الإيرانية وردّ إيران عبر عملية "الوعد الصادق"، قال: "هذه المرة، هم من بدأوا الحرب، ونحن الآن في قلب ساحة المعركة".

وتحدث عن مراحل الخطة الإسرائيلية، من اغتيال العلماء النوويين إلى استهداف منشآت حساسة مثل مصفاة عسلوية، مؤكداً أن الردود الإيرانية أحبطت المخطط، وأن الحرب مستمرة وستنتهي بهزيمة مؤكدة للكيان الصهيوني.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعطى الإذن للهجوم، ظناً منه أن إيران على وشك الانهيار، وأن إسرائيل ستتمكن بضربة واحدة من إخضاعها، لكن حكمة القيادة الإيرانية فضحت نواياهم. وأكد أن العدو لم يكن يستهدف البرنامج النووي فقط، بل القوة الصاروخية والسيادة الوطنية الإيرانية أيضاً.

وشدد رضائي على أن الهدف الأمريكي-الإسرائيلي هو إعادة إيران إلى وضع الدولة القابلة للتسويات بين القوى الكبرى، وقال: "لكن اليوم، نحن من نملك زمام المبادرة، ولن نسمح بأن يُعاد استخدام إيران كأداة في صراعات الآخرين".

وأشار إلى الموقع الجيوسياسي لإيران بوصفها "قمة السيف والكنز"، وقال إن السيطرة على إيران تعني التحكم في طاقة المنطقة وتشكيل الأنظمة السياسية المرغوبة في الشرق الأوسط. وأكد أن أمريكا تسعى من خلال هذه الحرب إلى إنقاذ الدولار والحد من نفوذ الصين غرب آسيا.

وعن مستقبل المواجهة، قال رضائي إن هذه الحرب مصيرية، وإذا ما صمدت إيران، فإن أمنها القومي سيكون مضموناً لخمسين سنة قادمة، محذراً من أن التراجع سيجلب أزمات كبرى.

وأكد أن إيران لا تزال تتعامل بضبط نفس ولم تستخدم كامل طاقتها، لكن في حال تطلب الأمر، فإنها ستنتقل إلى مراحل أعلى. وأشار إلى أن الرأي العام المحلي والدولي مستعد لمواكبة هذا التصعيد، محذراً من أن أي خطوة إضافية من العدو ستواجه بردود قد تغيّر معادلات المنطقة.

ووجّه تحذيراً لحلفاء الكيان الصهيوني قائلاً إن هذه المرحلة من الصراع تمثل منعطفاً تاريخياً في مسيرة مقاومة الشعب الإيراني، وإن النصر النهائي مرهون بالوحدة والصمود الوطني.

وكشف رضائي أن إيران استخدمت صواريخ ذات رؤوس حربية تزن طناً ونصف، وتملك معدات أثقل منها، ملوحاً بإمكانية استهداف الطائرات التي تنقل الذخائر إلى إسرائيل إن استمر الدعم العسكري لها.

ورغم تأكيده على أن إيران لا تسعى لبدء الحروب، شدد على أن إيران ستكون من ينهي هذه الحرب، وأضاف: "إذا لم توقف أمريكا وأوروبا دعمهما المباشر لإسرائيل، فإن رقعة الحرب ستتسع. لدينا تكتيكات لم تُستخدم بعد".

وأشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية نجحت في مفاجأة إسرائيل بعملياتها الأخيرة، وأن المسؤولين الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بأنهم لم يواجهوا من قبل مثل هذا النوع من الحروب في الأراضي المحتلة، فيما لا تزال إيران تحتفظ بجزء من قدراتها.

وكشف أيضاً عن دخول طائرات تجسس وهجوم مسيّرة صغيرة إلى بعض مناطق طهران، تم تهريبها من قبل جماعات معارضة داخلية مثل "مجاهدي خلق" وبعض العناصر المسلحة، حيث تمركزت في أماكن كالغابات وأسقف المنازل.

وفي تعليقه على اغتيال قادة الحرس الثوري من قبل إسرائيل، قال: "العدو ارتكب خطأً عسكرياً كبيراً، فقد ظن أن بقتل بعض القادة سيحدث فراغ في هيكلية القوات، لكن تم تعيين البدلاء خلال ساعات، بل وتم الارتقاء بمستوى العمليات".

وأشار إلى تعيين شخصيات مثل اللواء باكبور، والعميد أمير حاتمي، والعميد موسوي كدلالة على انسجام واستعداد القوات المسلحة، مؤكداً أن إيران درّبت ما لا يقل عن 10 طبقات من القادة، من المحاربين القدامى في الحرب العراقية الإيرانية إلى من خاضوا معارك ضد داعش.

وشكر رضائي التلاحم الوطني ووحدة الفصائل المختلفة، مشدداً على أن حتى المعارضين للنظام يقفون إلى جانب البلاد في هذه المرحلة، وهو ما يشكل سداً منيعاً في وجه أطماع الأعداء.

وتحدث عن السياق التاريخي للنزاعات في إيران، قائلاً إن البلاد شهدت حرباً كبيرة كل 35 عاماً تقريباً خلال القرن الماضي، مضيفاً: "كما خرجنا بشرف من الحرب المفروضة (1980–1988)، سنخرج من هذه الحرب أيضاً بقوة ونبني منها أمنًا طويل الأمد لإيران".

وعن الأبعاد الاقتصادية المحتملة للنصر، قال: "لقد عانينا من التضخم والعقوبات، لكن الانتصار في هذه الحرب قد يفتح أبواب الاستثمار والثروة أمام الشعب الإيراني. إنها آخر عقبة قبل الوصول إلى قمة الاقتدار".

الشعب الإيراني سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة

وختم رضائي حديثه بالتأكيد على أن الشعب الإيراني سيخرج من هذه الحرب أكثر قوة، شرط أن يتسلح بالوحدة، والصبر، والحكمة، وأضاف: "العدو راهن على الانقسامات الداخلية، لكننا بوحدتنا سندفن هذا الوهم".

وأوضح أن العدو لم يتوقع وحدة وطنية بهذه السرعة، لكن الشعب الإيراني أثبت مرة أخرى أنه يتجاوز الانتماءات السياسية عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن والثورة.

كما أشار إلى ردود الفعل الشعبية بعد الهجمات على القادة العسكريين والعلماء النوويين، قائلاً: "ظنوا أن الناس سيخرجون إلى الشوارع مطالبين بوقف الحرب، لكن ما رأوه كان تضامناً وطنياً ودعماً للرد القوي".

واختتم بالقول إن الأعداء، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، باتوا يتشبثون بطاولة المفاوضات خوفاً من الخروج من المواجهة خالي الوفاض، وأضاف: "عندما تتحدث أمريكا عن المفاوضات وفي الوقت ذاته تمنح إسرائيل الإذن بالهجوم، فهذا يعني أنها يئست من نصر إسرائيلي".

إدارة الحرب يجب أن تكون حكيمة ومدروسة

وشدد رضائي على أن إدارة الحرب يجب أن تكون حكيمة ومدروسة، محذراً من ردود الفعل العاطفية أو المتسرعة، وقال: "اليوم هناك تنسيق كامل بين القوات المسلحة ووزارة الخارجية والحكومة ورئيس الجمهورية السيد مسعود پزشكيان، وهذا التناغم يمثل رصيداً وطنياً يُمكّن من اتخاذ قرارات من موقع قوة ووحدة".

وفي تحليله لمستقبل المنطقة، قال: "إذا انتصرت إيران في هذه الحرب، فستحدث تحوّلات جيوبوليتيكية كبرى في غرب آسيا، ستفقد أمريكا وإسرائيل مواقعهما، وسيتشكّل محور إسلامي قوي بقيادة إيران، وقد نشهد نشوء اتحاد إسلامي يضم تركيا، السعودية، ومصر".

وأكد في ختام حديثه أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما تزال ملتزمة بفتوى قائد الثورة التي تحرّم إنتاج السلاح النووي، مضيفاً: "لن نتجه نحو صنع القنبلة الذرية، لكن علينا أن نظل أقوياء كي لا يتمكن أحد من تهديدنا".

وحول مستقبل فلسطين، قال: "خطة الجمهورية الإسلامية هي إقامة حكومة ديمقراطية يشارك في صياغة دستورها جميع سكان الأرض المحتلة من مسلمين ومسيحيين ويهود. وبعد زوال الكيان الصهيوني، فإن معظم الصهاينة سيغادرون طواعية، وستعود الأرض إلى أصحابها دون حرب".

وختم رضائي بالدعوة إلى متابعة الأخبار من المصادر الرسمية وتجنّب الشائعات، قائلاً: "نحن على أعتاب تحوّل كبير؛ وبالصبر، والحكمة، والتلاحم، والمقاومة، سنصنع مستقبلاً مشرقاً لإيران. النصر في هذه المعركة أثمن بعشرات المرات من النصر في الحرب المفروضة".

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة