خاص الكوثر – أحكام الإسلام
استهل الشيخ قصير حديثه بالإشارة إلى الظروف الاستثنائية التي أحاطت بواقعة الغدير، من حيث عدد الحاضرين الذين تجاوزوا السبعين ألفًا إلى مئة وعشرين ألفًا، مرورًا بالوقت المختار تحت حرارة الشمس، والمنبر الذي صُنع ليراه الناس ويُسمعهم الخطاب بشكل مباشر، وكل ذلك لأجل إيصال رسالة مفصلية ومصيرية.
أوضح الشيخ أن خطبة الغدير لم تبدأ بعبارة "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" كما هو شائع، بل بدأت بمقدمة شديدة الأهمية، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله: "كأني قد دُعيت فأجبت"، في إشارة واضحة إلى اقتراب رحيله. وهذا ما يعطي خطبته وزن الوصية الأخيرة، وإشارة إلى أن ما سيتفوه به هو خاتمة الوحي والتبليغ.
اقرا ايضا:
أكد الشيخ أسد محمد قصير أن أصل الخطبة يبدأ من قول النبي صلى الله عليه وآله: "إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا". وهذه الفقرة تشكّل الركن الأول من الخطبة، وهي تأكيد مباشر على المرجعية بعد النبي: مرجعية أهل البيت عليهم السلام.
وأشار الشيخ إلى أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بدأ تأكيد إمامة أهل بيته منذ بعثته، بدءًا من حديث "يوم الدار" حين أمره الله بقوله: "وأنذر عشيرتك الأقربين". وظل يكرر وصاياه بأهل بيته في كل مراحل الدعوة، في حجّة الوداع، وفي حادثة الكساء، وحتى آخر لحظة من حياته.
وأوضح أن المقصود من هذا التكرار هو ترسيخ الفكرة في أذهان المسلمين: "أن بعدي أئمة، بعدي أوصياء، بعدي مرجعية علمية وروحية مستمرة بإذن الله، في عترتي الطاهرة."
وختم الشيخ قصير حديثه بالتأكيد على أن النبي صلى الله عليه وآله بلغ في الغدير المرجعية الكبرى، وأوكل قيادة الأمة إلى الإمام علي عليه السلام ومن بعده إلى أهل البيت، كما ورد في قوله تعالى: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون."