خاص الكوثر - ثامن الحجج
وقال السيد الموسوي إنّ من الروايات اللافتة التي تثير الحيرة والتأمل، ما ورد عن أوضاع بيت أمير المؤمنين عليه السلام في أوّل أيام زواجه بالسيدة الزهراء، حيث كان بيتًا خاليًا من مظاهر الترف، يضمّ وسادة من ليف النخل، ورَكوة صغيرة يُشرب منها الماء، وكان الإمام ينام على الرمل.
وأشار إلى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستطع أن يحتمل بُعد الزهراء، فوهب لها بيتًا مجاورًا لبيته، تيسيرًا لقربها. وبعد أيام من الزفاف، لاحظ النبي الكريم آثار الحزن في وجه الزهراء، فاستفسر عن السبب، فعلم أنّ بعض نساء المدينة يقللن من شأن زواجها بالإمام علي عليه السلام بسبب فقره.
اقرأ ايضا
وأضاف السيد الموسوي أنّ السيدة الزهراء لم تتألم لفقر زوجها، بل تألمت من أسلوب أولئك النسوة اللاتي يحاولن التشويش على سعادتها وزرع الشكّ في قلبها، في وقتٍ لم تكن تملك فيه من حطام الدنيا شيئًا، سوى ما جهّزها به النبي الأكرم.
وتابع: "عشية الزفاف، وبينما كانت الزهراء تستعدّ للحفل، وإذا بامرأة فقيرة تطرق الباب، تطلب شيئًا تلبسه. فما كان من الزهراء إلا أن تخلع ثوبها الجديد، الذي اشتراه لها رسول الله صلى الله عليه وآله من ماله الخاص، وتقدّمه هدية لتلك المحتاجة، مستحضرةً قوله تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»".
وختم السيد الموسوي الحديث بمشهد مؤثّر حين عاد رسول الله إلى الدار وسألها عن ثوبها، فأطرقت برأسها خجلًا، فعلم الحقيقة، وسالت دموعه تأثّرًا بعظمة موقفها.