خاص الكوثر_ثامن الحجج
وقال السيد الموسوي:"المودّة التي تُبنى على الولاية لا تزول، بل تبقى إلى يوم القيامة، لأنها مرتبطة بالإيمان والاعتقاد، وليست مجرّد مشاعر آنية."
واستشهد بكيفية تعامل أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام مع الفقد والمصائب، حيث قال:"رغم الألم عند فَقْد العزيز، حين يُذكَر مصاب الحسين عليه السلام تهون المصيبة، ويقول المؤمن: أين مصيبتي من مصيبة الحسين؟"
وأشار إلى بيت الشعر المعروف:"أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت، وهونت الرزايا الآتيات."
اقرأ ايضا
وتابع السيد الموسوي:"المؤمن لا يكتفي بأن يبكي على الحسين، بل يكون مستعدًا أن يفديه بنفسه، وولده، وماله، وكل ما يملك، لأنّ هذا الحبّ ليس عاطفة، بل عقيدة وميثاق يُعبَّر عنه في الزيارات: (أبي، أنت وأمي ونفسي ومالي وولدي لك الوقاء)."
وفي معرض حديثه عن أثر هذا الحبّ العقائدي في تهذيب النفس، قال:"عندما يسألني شاب: كيف أترك الذنوب؟ أقول له: تذكّر أن إمام زمانك يراك. أعمالنا تُعرض على إمام العصر عليه السلام، كما تُعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذه الحقيقة كفيلة بأن تردع الإنسان عن المعصية."
وأضاف:"الإمام هو عين الله، وعندما يشعر الإنسان أن نظرة الإمام عليه السلام تتبعه، يستحي من ارتكاب الذنب كما يستحي من الناس. فمن أراد أن يبقى على صلة بالإمام، فليحذر أن يقطعها بالمعاصي."
وختم حديثه بالتأكيد على أن العلاقة مع الإمام المعصوم ليست علاقة نسب أو عاطفة عابرة، بل رابطة اعتقادية تفرض على الإنسان الولاء الكامل، والبذل المطلق، والطاعة من موقع المحبة الصادقة.