الكوثر - لقاء خاص
وصرّح "أحمد المؤيد" أن الهجوم الدقيق الذي نفذه أنصار الله على مطار "بن غوريون" يحمل أبعادًا عميقة تتجاوز الجانب العسكري، ليطال الأمن النفسي للمجتمع الإسرائيلي ومفهوم شرعية الكيان الصهيوني في وعي مواطنيه. فالمطار، بحسب تعبيره، لا يُمثّل مجرد منشأة للنقل الجوي، بل يُعد رمزًا من رموز "المدنية" و"الاستقرار" داخل الكيان، واستهدافه يُعَد ضربة مباشرة لصورة إسرائيل كـ"واحة آمنة" في منطقة مضطربة.
وأشار الباحث السياسي اليمني إلى أن هذا النوع من الضربات يُضعف ثقة المواطنين الإسرائيليين بقدرة مؤسساتهم الأمنية والعسكرية على حمايتهم، ويُحدث خللاً في الشعور العام بالطمأنينة الذي يُعَد أساسًا في تشكيل شرعية الكيان داخليًا كما أن الأثر النفسي يتعدى الجانب المعنوي ليشمل الجانب الاقتصادي، إذ يُهدد حركة النقل والتجارة ويُربك حسابات المستثمرين.
إقرأ أيضاً:
وفي جانب آخر من الحوار، أوضح "أحمد المؤيد" أن الهجوم يُعَد نقطة تحوّل في هندسة التهديدات الاستراتيجية في المنطقة. فاليمن، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كطرف هامشي في معادلة الصراع، أثبت اليوم أنه يمتلك قدرات عسكرية واستخباراتية متقدمة تُمكّنه من توجيه ضربات نوعية إلى عمق الكيان الصهيوني، وهو ما يُعيد رسم خريطة توازن القوى في الإقليم ويجعل إسرائيل في موقف دفاعي غير مسبوق.
واختتم الأكاديمي اليمني حديثه بالإشارة إلى الفارق في ردود الفعل الإسرائيلية والغربية تجاه هجمات أنصار الله مقارنة بردودهم على عمليات المقاومة في غزة. فبينما تُصوَّر عمليات غزة على أنها صادرة عن "جهات محلية متمردة"، فإن الهجمات اليمنية تُقدَّم كتهديد استراتيجي إقليمي له تداعيات على المصالح الغربية أيضًا وهذا يعكس إدراكًا متزايدًا لدى القوى الغربية بأن اليمن لم يعُد رقماً صغيراً في المشهد الجيوسياسي، بل قوة صاعدة لها تأثير فعلي في معادلات الأمن الإقليمي.
أجرت الحوار: الدكتورة معصومة فروزان