شاركوا هذا الخبر

الإمام الخامنئي: لو توحدت الأمة الإسلامية لما وقعت مآسي فلسطين وتعرض اليمن للضغط

استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، المسؤولين عن شؤون الحج في البلاد.

 الإمام الخامنئي: لو توحدت الأمة الإسلامية لما وقعت مآسي فلسطين وتعرض اليمن للضغط

الكوثر_ايران

بالتزامن مع اقتراب موسم الحج الإبراهيمي، اجتمع مسؤولو بعثة قائد الثورة ومنظمة الحج والزيارة، إلى جانب عدد من كوادر الحج والحجاج الإيرانيين، صباح اليوم الأحد، مع سماحة آية الله العظمى الخامنئي في حسينية الإمام الخميني (رض).

اقرأ أيضا:

 

يُذكر أن لقاءات سنوية كانت تُعقد عادة مع العمال والمعلمين من مختلف أنحاء البلاد بمناسبة يومَي العامل والمعلم، إلا أن تزامن هذين الموعدين هذا العام مع بدء إرسال الحجاج إلى الأراضي المقدسة، جعل من كوادر الحج الضيوف الأوائل لحسينية الإمام الخميني (رض)، فيما ستُعقد لقاءات العمال والمعلمين في وقت لاحق في شهر أيار/مايو.

وفي بداية اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية مرة أخرى إلى الحادث المأساوي الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس وقدم تعازيه لأسر الضحايا والجرحى في الحادث.

وفي ما يلي أبرز ما صرح به سماحته:

"أشعر بضرورة أن أُجدّد الإشارة إلى الحادثة المؤلمة في بندرعباس، وأتقدم بأحرّ التعازي إلى عوائل الضحايا والمصابين".

"كانت حادثة أليمة بالفعل، ومصيبة أثّرت في قلوبنا جميعًا لما خلّفته من ألم لدى العائلات المفجوعة".

"الحوادث المختلفة قد تقع للأجهزة والمؤسسات: زلازل، حرائق، أو حتى دمار متعمّد أو غير مقصود، وهذه أمور قابلة للتعويض. وإذا تسببت هذه الحادثة في أضرار مادية أو تقنية، فإن أجهزتنا التنفيذية الشابة والفاعلة ستعالجها بسرعة واقتدار؛ لكن ما يجرح القلب حقًا هو الألم الذي أصاب العائلات الثكلى".

"العائلات التي فقدت أعزّاءها نواسيها، ونقول لهم إن الصبر على المصائب في هذه الدنيا له أجر عظيم عند الله، يفوق أضعافًا مرارة تلك المصيبة: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَّبِّهِمْ﴾؛ من يصبر ينال رحمة الله وصلاته، وهذا أمر عظيم. نسأل الله أن يُنزِل السكينة والطمأنينة على قلوبهم".

"فريضة الحج هي - وربما يمكن القول إنها الفريضة الوحيدة - التي تتسم في شكلها الظاهري وتركيبتها بطابع سياسي مئة بالمئة؛ إذ إنها تجمع الناس من مختلف أقطار العالم، في مكان واحد وزمان واحد، كل عام، لكل من استطاع إليه سبيلاً. هذا الاجتماع بحد ذاته يحمل مضمونًا سياسيًا".

وأضاف: "وعليه، فإن الحج – بخلاف ما يحاول البعض الترويج له أو يشكك فيه – فريضة ذات جوهر سياسي، وشكل سياسي، وتركيبة سياسية".

"اجتماع الحج هو لصالح الإنسان، ولا مصلحة أعظم للأمة الإسلامية من الوحدة. فلو توحدت الأمة الإسلامية، لما وقعت مآسي فلسطين وغزة، ولما تعرض اليمن لكل هذا الضغط".

وفي مستهل كلمته، قدّم سماحة آية الله الخامنئي مجدداً تعازيه لأُسر ضحايا الحادث المؤلم في بندرعباس، سائلاً الله تعالى أن يمنّ على هؤلاء المواطنين وعلى أسر المصابين بالصبر والسكينة، مؤكداً أنّ الله سبحانه يمنح الإنسان في مقابل صبره في وجه الحوادث المختلفة، أجراً عظيماً لا يُقاس.

واعتبر سماحته أنّ الأضرار التي تُصيب الأجهزة في الحوادث الطبيعية وغير الطبيعية قابلةٌ للتعويض بفضل جهود وقدرات الأجهزة الأخرى، وأضاف: ما يُحرق قلب الإنسان حقاً هو "فقد الأحبّة من العائلات"، وهو ما حوّل هذا الحادث إلى مصيبة لنا جميعاً.

وفي مواصلة كلمته، اعتبر قائد الثورة أنّ معرفة أهداف ومضامين فريضة الحج المختلفة تمهيد ضروري لأداء هذه الفريضة العظيمة بشكل صحيح من قبل زوّار بيت الله الحرام، واستناداً إلى آيات متعددة من القرآن الكريم، أضاف: إنّ استخدام لفظ «الناس» في كثير من الآيات المرتبطة بالحج يدلّ على أنّ الله شرّع هذه الفريضة لإدارة شؤون الناس جميعاً – لا المسلمين فقط – وبالتالي فإن إقامة الحج بشكل سليم هو في خدمة البشرية.

وفي شرح الأبعاد المعرفية للحج، وصفه سماحته بأنّه الفريضة الوحيدة التي يكون شكلها وتركيبتها ذات طابع سياسي بالكامل، لأنها تجمع الناس في زمان ومكان واحد كل عام لأهداف معيّنة، وهذه السمة بحدّ ذاتها تعبّر عن طبيعة سياسية.

وأضاف سماحة آية الله الخامنئي: إلى جانب الشكل والتركيبة السياسية للحج، فإنّ مضمون أجزائه روحاني وعبادي بالكامل، وكل منها يحمل إشارة رمزية وتعليمية إلى قضايا ومتطلبات مختلفة في حياة الإنسان.

وفي بيانه لهذه الرموز، اعتبر سماحة القائد درس «الطواف» دلالةً على ضرورة الدوران حول محور التوحيد ومركزيته، مضيفاً: الطواف يعلّم البشرية أن الحكم، والحياة، والاقتصاد، والأسرة، وسائر شؤون الحياة، يجب أن تُبنى جميعها على أساس التوحيد؛ فحينها، لن يكون هناك محلّ لهذه القسوة، وقتل الأطفال، والطمع، وسيتحول العالم إلى روضة غنّاء.

واعتبر قائد الثورة أن «السعي بين الصفا والمروة» يُشير إلى ضرورة كفاح الإنسان الدائم في مواجهة صعوبات الحياة، وألا يتوقف أو يتردد أو يضيع في الحيرة أبداً.

ورأى سماحته في «التحرك نحو عرفات والمزدلفة ومنى» درساً في الحركة المستمرة وتجنّب الركود، مضيفاً: إنّ «الأضحية» ترمز إلى حقيقة مفادها أن الإنسان قد يُطلب منه أحياناً أن يُضحّي بأعزّ الناس لديه، أو أن يُقدّم تضحية، أو حتى أن يُضحّى به.

وقال سماحته إنّ «رمي الجمرات» تأكيد من الله على أنّ الإنسان يجب أن يتعرّف على شياطين الإنس والجن، وحيثما وجد الشيطان، فعليه أن يهاجمه ويضربه.

كما اعتبر قائد الثورة أنّ «ارتداء لباس الإحرام» رمز للخضوع والتسوية بين البشر أمام الله تعالى، مضيفاً: إنّ جميع هذه الأعمال تهدف إلى توجيه حياة البشر وإرشادها.

وبالاستناد إلى آية من القرآن الكريم، اعتبر سماحة القائد أنّ الهدف من «الاجتماع» في الحج هو بلوغ وتحقيق أنواع المنافع الإنسانية، وقال: لا توجد اليوم مصلحة أعظم من وحدة الأمة الإسلامية، فلو كانت هذه الوحدة قائمة، لما وقعت الفجائع التي نشهدها في غزّة وفلسطين، ولما تعرّض اليمن لهذا القدر من الضغط.

ورأى سماحته أن الانقسام والتفرقة بين الأمة الإسلامية يفتحان الطريق أمام فرض مصالح وأطماع المستعمرين وأمريكا والكيان الصهيوني وسائر الطامعين على الشعوب، وأضاف: من خلال وحدة الأمة، يصبح تحقيق الأمن، والتقدم، والتكامل، والتعاون المتبادل بين الدول الإسلامية ممكناً، ويجب النظر إلى فرصة الحج من هذا المنظور.

كما شدّد آية الله الخامنئي على الدور الكبير والمهم للحكومات الإسلامية، وخاصة حكومة الدولة المضيفة، في توضيح حقيقة الحج وأهدافه، وقال: على مسؤولي الدول، والعلماء، والمفكرين، والكتّاب، والشخصيات المؤثرة في الرأي العام، أن يوضحوا للناس حقائق الحج.

وقبل كلمة قائد الثورة، قدّم حجة الإسلام سيد عبد الفتاح نواب، ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة ورئيس بعثة الحجاج الإيرانيين، عرضاً لشعار حج هذا العام، والذي كان: «الحج؛ سلوك قرآني، وحدة إسلامية، ودعم لفلسطين المظلومة»، كما شرح برامج البعثة للحجّاج في هذا العام.

كما قدّم السيد بيات، رئيس منظمة الحج والزيارة، تقريراً قال فيه: سيشارك هذا العام 86 ألف حاج إيراني في 574 قافلة، ينطلقون من 123 مطاراً باتجاه الأراضي المقدسة.

ومن المحاور التي تطرّق إليها مسؤولو شؤون الحج في مستهل اللقاء: «أداء 210 آلاف عمرة مفردة خلال الأشهر الثمانية الماضية»، و«رفع كفاءة الكوادر الإدارية وخَدَمة الحجاج»، و«تخصيص قافلتين للإيرانيين المقيمين في الخارج خلال حج هذا العام»، و«الجاهزية التامة للعاملين وخدمة الحجاج لتقديم أفضل الخدمات الممكنة للحجاج الإيرانيين».

مزيد من الصور

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة