خاص الكوثر - ابدا رحلتك
قالت الأستاذة الخطيب إن قصة سيدنا يوسف عليه السلام تعتبر من أعظم القصص التي تقدم لنا عبرة في مجالات متعددة، خاصة في ما يتعلق بالتحديات الاقتصادية التي يواجهها الشباب. فقد استطاع يوسف، الذي بدأ حياته كخادم في بيت العزيز، أن يتجاوز هذه المرحلة الصعبة ويصل إلى منصب وزير الاقتصاد في دولة مصر. هذه القصة تحمل العديد من الدروس حول أهمية التخطيط المستقبلي والعمل الجاد.
وأردفت: من أبرز ما يمكن أن نتعلمه من حياة يوسف عليه السلام هو إيمانه بأهمية الاستقرار الاقتصادي. فقد كان دائمًا من المحسنين، وعرف كيف يجمع المعلومات التي تؤهله للتصدي للأمور الاقتصادية. حين سنحت له الفرصة، توجه إلى الملك قائلاً: "اجعلني على خزائن الأرض، إني عليم حفيظ"، وهو يوضح بذلك أنه يمتلك المؤهلات الأكاديمية والخبرة العملية للتعامل مع الاقتصاد.
إقرأ أيضاً:
وأكدت الأستاذة الخطيب: قد كان التخطيط الذي وضعه يوسف محكمًا ومدروسًا. فقد نصح بتخزين المحاصيل في السنوات السبع التي تسبق سنوات الجفاف، ليتأكد أن البلاد ستتمكن من التعايش مع الأزمة الاقتصادية المقبلة. هذا النوع من التخطيط، الذي عرفه اليوم الاقتصاديون بالخطة السباعية، يعتبر من أكثر الأنظمة نجاحًا في علم الاقتصاد، حيث تركز على الادخار والاستهلاك الحكيم. كما أن يوسف عليه السلام قدم مثالًا مهمًا في الجمع بين السلطة الاقتصادية والسياسية، موضحًا أن الفصل بين هاتين السلطتين يمكن أن يكون من أنجح الاستراتيجيات في الإدارة الاقتصادية.
واختتمت الأستاذة الخطيب قولها ان من هذه القصة، يمكن للشباب أن يتعلموا أهمية التخطيط لحياتهم الاقتصادية، جمع المعلومات الصحيحة، وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع قدراتهم. وبالتخطيط الجيد، يمكن لكل فرد أن يصبح جزءًا من الحل في الأوقات الصعبة، ويساهم في تحسين الوضع الاقتصادي للمجتمع. وأخيرًا، نوجه التمنيات لكل الشباب والمشاهدين بحياة موفقة مليئة بالتحديات والفرص الجميلة التي تؤدي إلى النجاح.