خاص الكوثر_ | ثلاثة أيام وعقدان
مساء الحادي وال20 من أيار مايو من عام 2000، وتزامنا مع إجتماع كبار قادة المقاومة في بئر السلاسل، كان الجانب الآخر من الجبهة في حالة تأهب، فقد أرسل مكتب رئيس هيئة الأركان رسالة هاتفية غامضة إلى مكتب إيهود باراك، مفادها أن على رئيس الوزراء الحضور غدا إلى مقر قيادة اللواء 300 في مستوطنة شوميرة على الحدود الشمالية للبحث، فيما وصف بحادثة عملانية مصنفة في لبنان، ما حاول سكرتير موفاز نقله إلى باراك بعبارات مشفرة، كان في الأساس مناقشة فرصة اغتيال من وصف بالمسؤول الأرفع في حزب الله.
اقرأ أيضا:
في الليلة نفسها، تسلم باراك تقديرا فنيا مهما، إلى جانب تقرير الأحداث في جنوب لبنان. وفقا لهذا التقدير، سيستغرق ترسيم خبراء الأمم المتحدة للحدود الشمالية من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، في حال تعاون كل من لبنان وسوريا. هذا التقدير كان له معنى واحد فقط، بالنسبة إلى باراك، وهو ضرورة التأكيد على قادة الجيش الإسرائيلي التمسك بالشريط الأمني المحتل مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أسابيع على الأقل.
في الليلة التي كان فيها باراك وقادة جيشه ينتظرون صباحها للإجتماع ومناقشة الوضع في جنوب لبنان، شهدت ضاحية بيروت الجنوبية حركة غير مسبوقة، تواقين للعودة إلى قراهم التي هجروا منها قبل نحو عقدين.
وصل الناس ليل الأحد بصبيحة يوم الإثنين، وهم يستعدون للانطلاق نحو الجنوب. مع انبلاج الفجر، وعلى نحو معبر، بدت حركة المرور على الطريق الساحلي السريع بين بيروت و الجنوب احادية الاتجاه نحو التحرير.