خاص الكوثر - قضية ساخنة
فقد رأى البعض فيها انتكاسة خطيرة للعملية الديمقراطية في تركيا، وهي مؤشر على أن أردوغان يسعى للانفراد بالسلطة، مستغلاً حالة الأمان الجيوسياسي التي يشعر بها في اللحظة الراهنة، حيث إن الولايات المتحدة في عهد ترامب لم تعد تعير أي أهمية لطبيعة حكم الحلفاء، سواء كانوا مستبدين أم ديمقراطيين. كما أن الأصوات الأوروبية المعترضة على عملية الاعتقال ليست ذات قيمة أمام حاجة أوروبا إلى تركيا في أوكرانيا وسوريا وفي ملفات أخرى يضاف إلى ذلك كعامل مساعد في هذه الخطوة.
إقرأ أيضاً:
إن تفاقم هذه الأزمة واتساع رقعة العمليات الأمنية احتمال وارد، لأن الرئيس أردوغان قال إن الأمور لن تتوقف عند هذه النقطة. ويبدو أن هناك معلومات وأدلة وإثباتات جديدة حصل عليها التحقيق مع المشتبه فيهم من داخل حزب الشعب الجمهوري. الآن، استطلاعات الرأي تقول إن ما جرى يصب في مصلحة حزب الشعب الجمهوري، وهذا ممكن، لكن على المدى الطويل، استطلاعات الرأي قد يتبدل موقفها.
إن العديد من الخبراء يرون أن اعتقال أكرم إمام أوغلو ربما سيزيد من شعبيته، ويقارنون ذلك بما حصل للرئيس أردوغان نفسه. ففي عام 1999، تم اعتقال أردوغان عندما كان رئيس بلدية إسطنبول، وحُكم عليه بالسجن أربعة أشهر بتهمة التحريض على التمييز الديني ومعاداة العلمانية. وبعدها، خرج من السجن نجماً سياسياً كبيراً، وأسس مع رفاقه حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ عام 2002 وحتى اليوم.