خاص الكوثر - الوجه الآخر
وقالت الدكتورة هيلانة عطا الله : ماذا تعني الثقافة؟ لغويًا، جذرها الفعل الثلاثي "ثقف"، وقد وردت في القرآن الكريم في سورة آل عمران: "ضُربَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلةُ أَينَمَا ثُقِفوُا"، أي وُجدوا وبذلك، فإن "ثقف" تعني وجد. ونقول عن السهم المدبب الذي يصيب الهدف "سهم مثقف"، كما نصف الشخص المثقف بأنه الذي وجد المعرفة وحصل عليها وعرف كيف يدير شؤون حياته بالشكل الأمثل.
وتابعت الدكتورة عطا الله ان الأمة المثقفة هي التي تمتلك منظومات فكرية وقانونية وأحزابًا ومنظمات وأديانًا وفنونًا، وتعرف كيف تدير شؤون شعبها من خلال هذه المنظومات مجتمعة. لكن السؤال المطروح: هل تمتلك أمتنا هذه المنظومات؟ أقول لك نعم، تمتلكها، ولكن لماذا نتراجع إذن؟
إقرأ أيضاً:
وأضافت الباحثة في القضايا المجتمعية ان هناك عدة أسباب لهذا التراجع، منها الصراعات التي نشأت نتيجة الغزو الغربي، حيث خلق صراعات داخل الأمة، واستجاب البعض لهذا الصراع، مما أدى إلى استهلاك الطاقات في التدمير بدل التعمير.
واختتمت الدكتورة عطا الله قوله ان هناك أيضًا غزوا فكريا وثقافيا، وهو أخطر من الاحتلال العسكري، لأن العدو يمتلك استراتيجيات ومنظومات تدخل في صلب المجتمعات المستهدفة، ومنها مجتمعنا. فقد تدخلوا في طريقة حياة الناس، ولباسهم، وسلوكهم، ليخلقوا لهم أسلوب حياة معينة، وهو ما دفعهم إلى تأسيس مراكز بحثية واستراتيجية لأغراض السيطرة الفكرية.