الكوثر - صحافة
المشهد أظهر سقوط أحد أهداف العدوان، وهو ربط عودة النازحين باستكمال الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق ضمن مهلة 60 يوماً. كانت العودة الفورية بمثابة مفاجأة أربكت جيش الاحتلال، الذي سعى لفرض سيطرته من خلال سلوكيات هستيرية تمثلت بإطلاق النار على المدنيين والصحافيين. كما لجأ إلى فرض قيود تنقل صارمة على سكان الجنوب، منها منع العبور من وإلى المناطق الجنوبية بين الخامسة مساءً والسابعة صباحاً. هذه الإجراءات لم تكن سوى محاولات لفرض واقع أمني جديد، لكنها سجلت أول انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.
عنوان: مشهد الانتصار وملامح التحديات بعد وقف إطلاق النار
مشهد النازحين كشف معيار النصر والهزيمة، حيث رفض المهجّرون من مستوطنات شمال فلسطين العودة رغم المناشدات، بينما عاد الجنوبيون بزخم يعكس صورة المنتصر. في بيروت، أكّد نبيه بري على الوحدة الوطنية وأولوية انتخاب رئيس جديد، بينما أعلن نجيب ميقاتي إرسال الجيش إلى الجنوب ودعا لدعم احتياجاته. المقاومة استعرضت أكثر من 4000 عملية منذ طوفان الأقصى، مؤكدة مراقبتها لتنفيذ الاتفاق وجاهزيتها للتصدي لأي عدوان. أما تصريحات أموس هوكشتاين بدعوة اللبنانيين لإبعاد حزب الله، أثارت تساؤلات حول نوايا واشنطن ومدى التزامها بإنجاح الاتفاق.
خروقات الاحتلال وتهديدات تُنذر بتوترات
مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، خرق الاحتلال الهدنة عدة مرات، وهدد بمنع عودة أهالي جنوب الليطاني، ما دفع حزب الله للتأكيد على جهوزية المقاومة لمواجهة أي عدوان. مصادر مطلعة حذّرت من تصعيد محتمل إذا استمرت الخروقات وتأخر الاحتلال في الانسحاب. المقاومة، وفق الاتفاق، تحتفظ بحق الدفاع عن لبنان دون تقييد، مع تحميل الأمم المتحدة والولايات المتحدة مسؤولية معالجة هذه الانتهاكات لضمان استقرار الهدنة.
جيش العدو أعلن في بيان أنه اعتقل أربعة أشخاص زعم أنهم "اقتربوا من مواقعه في جنوب لبنان" ويتم استجوابهم. كما أصدر تهديدات لسكان جنوب لبنان، محذرًا من "الانتقال جنوبًا نحو القرى التي طالب الاحتلال بإخلائها أو الاقتراب من قواته في المنطقة"، مؤكداً أن "أي تحرك نحو هذه المناطق يعرض حياتهم للخطر".
اقرا ايضاً
وادعى العدو أن قواته لا تزال منتشرة في مواقعها في جنوب لبنان "وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار"، مشددًا على أنها "ستتعامل بحزم مع أي تحرك ينتهك هذا الاتفاق". في الوقت ذاته، قامت مسيّرات صهيونية بالتحليق فوق الأراضي اللبنانية، في خرق واضح للسيادة.
مصادر صحافية نفت مزاعم العدو بشأن انتماء المعتقلين إلى حزب الله، مؤكدة أن هذه الادعاءات تهدف إلى ترهيب المدنيين ومنعهم من العودة إلى منازلهم. وأوضحت المصادر أن هذا السلوك ينسجم مع أهداف العدو خلال الحرب، التي تمثلت في تدمير المباني في القرى الحدودية وتخريب شبكة الخدمات الأساسية فيها، بهدف فرض واقع يمنع السكان من العودة إلى أراضيهم.
وفور دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ انطلقت مواكب العائدين الى قراهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، حيث ازدحمت الطرقات بسيارات العائدين الى ديارهم كما غطّت سماءُ الضاحية الجنوبية بالرصاص ابتهاجاً بالنصر. ودعت قيادة الجيش «المواطنين العائدين إلى القرى والبلدات الحدودية في الجنوب، بخاصة في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون، إلى التجاوب مع توجيهات الوحدات العسكرية وعدم الاقتراب من المناطق التي توجد فيها قوات العدو الصهيوني، حفاظًا على سلامتهم، لا سيما أنهم قد يتعرّضون لإطلاق نار من القوات المعادية».
وقطع الجيش الطرقات نحو القرى التي لا يزال العدو الصهيوني موجوداً فيها حماية لأهلها.